هلك خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر. ( نهج البلاغة ٤: ٣٦)       ليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل بمحروم. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      من أشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار أجتنب المحرمات. ( نهج البلاغة ٤: ٧ـ ٨ )      عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار. ( نهج البلاغة ٤: ١٩)        خض الغمرات للحق حيث كان. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      
البحوث > المتفرقة > التقية عند الإمام الصادق عليه السلام الصفحة

التقية في حياة الامام الصادق(عليه السلام)
الشيخ ميثم اليعقوبي
قم المقدسة
١٩/شوال/١٤٢٣

المقدمة
إن من أهم الافكار التي يتبناها الفكر الشيعي هو أمر التقية الذي كان خطاً ترتكز عليه الخطوط الشيعية العامة سواء كانت فردية أو جماعية. وليس التقية أمراً خاصاً يتبناه المذهب الشيعي لانه يلتقي مع ما يؤمن به متبعيه من مبدأ عدم الظهور باعتبار ان الحقيقة لا بد أن تكون خفية مستورة عن الناس، بل هي مسألة تنسجم مع الخط الاسلامي العام الذي يلتقي مع قاعدة الاضطرار التي ذكرها القرآن الكريم ونطقت بها الروايات الشريفة كما قال الله تعالى:
((فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إنّ الله غفور رحيم)) البقرة/١٧٣.
وقال تعالى:
(( إلاّ من أُكره وقلبه مطمئن بالايمان)) النمل/١٠٦.
وكما ورد في الحديث الشريف:
((ما من شئ إلا وقد أحله الله لمن اضطر اليه)).
والاضطرار كما هو معلوم هو الحالة التي قد تؤدي بالانسان الى الوقوع في التهلكة أو الحرج الشديد الذي لا يحتمل عادة، وبذلك يتجاوز الانسان هذه الحالة باللجوء الى التقية ليتـفادى مرحلة الضرر التي يكون الوقوع فيها أشد خطراً مما يمكن خسارته من ما لو اختار المحذور الآخر والذي هو عدم التقية.
وللإمام الصادق (عليه السلام) باعتبار أنه المدرسة الفقهية الواسعة التي تبلورت من بين أئمة أهل البيت (عليهم السلام) دوراً بارزاُ في الكشف عن الجوانب الفقهية والفلسفية لمسألة التقية.