الإسلام والدولة البدايات والامتداد
الدكتور سيرين جاو*
الإنسان كائن متدين وسياسي منذ أن خلقه الله تعالى، فلا توجد جماعة انسانية على الاطلاق لا تدين بدين او لا تنتظم في اطار سياسي، وما يؤكد غريزة التدين قوله تعالى (فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله )(١) ومن بيان غريزة السياسة قوله تعالى (واذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة)(٢) فالأنبياء سياسيون، قال تعالى: (يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق)(٣).
وهذا يؤكد أن الوظائف السياسية القضائية أو القيادية أو التنفيذية أو التشريعية أو غيرها من أنبل الوظائف التي يمكن أن يتولاها الإنسان. فالسياسة في خدمة الحضارة بل ان الحضارة بدون سياسة أمر مستحيل.
وقد بين ابن خلدون هذا التلازم والتكامل بينهما فقال: «إن الدولة والملك للعمران بمثابة الصورة للمادة، وهو الشكل الحافظ بنوعه لوجودها. وقد تقرر في علوم الحكمة انه لا يمكننا فكاك احدهما عن الآخر، فالدولة