الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية
نظرة في الأُسس والمُميزات
* الدكتور الشيخ عبد العزيز الخياط
يقتضي البحث ان نتناول معنى الحضارة ومعنى الثقافة وما يتصل بهما من العلم والمدنية، وان نفرق بينهما ونبيّن ما يجب علينا توضيحه والتمسك به، والفرق بين حضارتنا وحضارة الغرب، وثقافتنا وثقافته، والتمييز بين الحضارة والثقافة وبين العلم والمدنية، تفريقاً يحدد المعالم ويزيل اللبس بينهما، ويوضح ما أخذه المسلمون من حضارات الاُمم الاُخرى وثقافاتهم وعلومهم وما تركوه، مما يعيننا على تلمس طريقنا اليوم، ويحدد لنا معالم مستقبل حضارتنا الإسلامية في خضم الصراع الحضاري العالمي...
الحضارة لغةً
الحضارة لغة: الإقامة في الحضر، قال القطامي:
«ومن تكن الحضارة اعجبته |
|
فأي رجال بادية ترانا» |
وهي البداوة، وهي لغة كذلك مرحلة من مراحل التطور الفعلي والانساني والاجتماعي ورقيها.
الحضارة اصطلاحاً
الحضارة بمعناها العام، ثمرة التفاعل بين الانسان والكون والحياة، اي ثمرة الجهود المبذولة من قبل الفكر الانساني للاستفادة من الاجهزة الكونية المتـناثرة حولنا(١). او هي الجانب الآخر غير المادي في حياة الامة وهي العلم والتصورات والأفكار والسلوك والآداب وكل المعاني التي تدخل في الجانب المادي.
وقد عرّفها بعضهم بأنها «نمط من الحياة المستقرة ينشئ القرى والامصار، ويضفي على حياة اصحابه فنوناً منتظمة من العيش والعمل والاجتماع والعلم والصناعة وادارة شؤون الحكم وترتيب وسائل الراحة وأسباب الرفاهية»(٢)، وهذا تعريف للحضارة وآثارها العامة، وليس