تفاعل اوروبا مع الحضارة الإسلامية
* محمد جواد الصاحبي
الاختراعات والاكتشافات والعلوم التي تعتبر من ابداعات الحضارات الانسانية، ودليلاً عليها، تعدّ سمة من سمات سلطة الأقوام المتحضرة وتفوقها، روحياً وفكرياً وثقافياً وسياسياً، على سائر الاُمم والشُعوب.
والحضارات الشرقية، باعتبارها اقدم حضارات التاريخ، لها تاريخ طويل من التأثير الفكري والسياسي على سائر الاُمم والشعوب. وان ظهور معظم الانبياء والاديان الالهية في هذا الجزء من الكرة الأرضية، أدى إلى توجيه هذه الحضارات باتجاهات معينة، اختلط خلالها التقدم المادي بالتطور الروحي والمعنوي، وهذا الانسجام بين الأُمور المادية والمعنوية والذي حصل في ظل التعاليم الدينية، كان على الدوام هو الرادع من استخدام هذه المنجزات البشرية لتهديد الأرواح والاعتداء على النوع الإنساني.
جذور الإتجاه العلمي في الإسلام
مع ظهور آخر دين سماوي، وتأكيد رسول الإسلام الكريم (صلى الله عليه وآله) ضرورة التعلم وكسب العلم، أصبح الاتجاه نحو العلم أمراً طبيعياً في ضوء التأكيدات الدينية التي منها الحديث النبوي المعروف «اطلب العلم ولو بالصين»(١)، وقوله: (صلى الله عليه وآله) «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة»(٢)، وحديث «من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنّة»(٣)، وحديث