أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)      من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)        أمسك عن طريق إذا خفت ضلالته، فإن الكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      من تذكر بعد السفر استعد. ( نهج البلاغة ٤: ٦٨)      اتقوا ظنون المؤمنين، فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٧٣)      
البحوث > المتفرقة > المبادئ العامة للنظرية الإسلامية في العلاقات الدولية الصفحة

المبادئ العامة للنظرية الإسلامية في العلاقات الدولية
د. إبراهيم البيومي غانم(*)
هدفنا من هذا البحث هو بيان المبادئ التأسيسية العامة للنظرية الإسلامية في مجال العلاقات الدولية، والمقصود (المبادئ التأسيسية) هنا, هو مجموعة القيم الاصولية، والموجهات العقيدية، والأخلاقيات العملية، المستمدة من المصدر الأساسي للإسلام «القرآن والسنة» وهي التي تشكل إطارا ً مرجعيا ً ومعيارا ً عاما ً؛ من المفترض أن تستند اليه النظريات والرؤى والمواقف التي تتبناها الجماعات والنظم والحكومات المسلمة في علاقاتها الدولية، وان تلتزم بها قبل ان تدعو غيرها اليها من ناحية، وأن يُقاس على هذا الإطار سلوكها الفعلي في هذا المجال من ناحية اخرى.
وليس من مهمتنا ـ هنا ـ التطرق الى النظريات والرؤى والمواقف الاجتهادية التي قال بها فقهاء الإسلام وعلماؤه ومفكروه؛ كجهد تنظيري منهم لتنظيم العلاقات الدولية للمسلمين في سياق مرحلة محددة جغرافيا ً وتاريخياً, أو مكانيا ً وزمانيا ً، بكل ما أحاط بها من ملابسات داخلية وخارجية، وتوصلوا في ضوئها الى تبني خيارات نظرية فقهية بعينها، من قبيل قسمة المعمورة في مرحلة من المراحل الماضية الى ثلاث دور هي: دار الإسلام، ودار العهد، ودار الحرب.
وليس من مهمتنا ـ هنا أيضا ً ـ أن نتطرق الى تحليل السلوك الدولي الفعلي لجماعة او حكومة او دولة مسلمة، في هذه المرحلة او تلك من تاريخ العالم الإسلامي، لمعرفة مدى اقتراب الممارسات السياسية العملية فيها من الاطروحات النظرية التي كانت سائدة خلالها.

(*) خبير مصري في العلوم السياسية ـ مقيم في الكويت.