الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم. ( نهج البلاغة ٤: ٤٠)      من أمن الزمان خانه، ومن أعظمه أهانه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٦)        ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)      من رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة. ( نهج البلاغة ٤: ١٤)      
البحوث > المتفرقة > الهجرة في حركة الحضارة الصفحة

الهجرة في حركة الحضارة
* مهدي عبد المهدي
الحضارة في اللغة خلاف البداوة، وتعني السكن والاستقرار في الحضر، كما أن البداوة العيش في البادية، قال في اللسان: «والحضر: خلاف البدو، والحاضر خلاف البادي، وفي الحديث: لا يبيع حاضر لبادي، الحاضر: المقيم في المدن والقرى، والبادي: المقيم بالبادية، ويقال فلان من أهل الحضارة وفلان من أهل البادية، وفلان حضري وفلان بدوي».
والحضارة: الإقامة في الحضر، عن أبي زيد، وكان الأصمعي يقول: الحضارة، بالفتح، قال القطامي:
فمَنْ تكن الحضارة أعجبته فأيّ رجال بادية ترانا(١)
فاللفظة بمعناها اللغوي ذات مفهوم اجتماعي يعبّر بها عن الاستقرار في السكن والإقامة وتكوين المجتمعات الإنسانيّة، التي سيكون لها بالضرورة نمط حياة خاصة يصبغ حياتها، وهو قريب من معنى الحضارة اصطلاحاً الآتي ذكره.
ويطلق على أهل البادية لفظ «الأعراب»، قال في اللسان:
«والأعرابي: البدوي، وهم الأعراب، والأعاريب: جمع الأعراب، وجاء في الشعر الفصيح الأعاريب، ورجل إعرابي، إذا كان بدويّاً صاحب نجعة وانتواء وارتياد للكلأ وتتبع لمساقط الغيث، وسواء كان من العرب أو من مواليهم، والأعرابي إذا قيل له: يا عربي، فرح بذلك وهشّ له، والعربي إذا قيل له: يا أعرابي، غضب له، فمن نزل الباديّة، أو جاور البادية وانتوى وظعن بظعنهم وانتوى بانتوائهم، فهم أعراب، ومن نزل بلاد الريف واستوطن المدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى العرب: فهم عرب(٢).
قال تعالى:
(الأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً وأجدر ألاّ يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم)(٣).
قال في التبيان:
«قيل إنها نزلت في أعراب كانوا حول المدينة من أسد وقطفان، فكفرهم أشدّ، لأنهم أقصى وأجفى من أهل المدن، ولأنهم أبعد عن سماع

(١) لسان العرب ٤: ١٩٧ مادة حضر.
(٢). لسان العرب ج١ ص٥٨٦ مادة عرب
(٣) التوبة: ٩٦.