ما أكثر العبر وأقل الاعتبار. ( نهج البلاغة ٤: ٧٢)      من كتم سره كانت الخيرة بيده. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      القناعة مال لا ينفد. ( نهج البلاغة ٤: ١٤)      ظلم الضعيف أفحش الظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      ما خيرٌ بخيرٍ بعده النار، وما شرٌّ بِشَرٍّ بعده الجنة. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)      
البحوث > المتفرقة > الجذور التاريخية للإرهاب الصهيوني الصفحة

الجذور التاريخية للإرهاب الصهيوني
* حافظ آل بشارة

مقدمة
منذ الظهور الأول للعصابات الصهيونية على أرض فلسطين برعاية الانتداب البريطاني في بداية القرن العشرين أصبح واضحاً أن اليهود يؤسسون على أرض فلسطين مذهبهم التطبيقي في العنف والإرهاب، وتتحول تجربتهم الإرهابية إلى مثال نادر يتمسك بنظرية (عنف العصابات المنظمة المستندة إلى مقولات دينية محرفة).
ولكن بعد سنة ١٩٤٨م والإعلان عن تشكيل دويلة (إسرائيل) بدأت مرحلة (إرهاب الدولة) أو (الإرهاب الرسمي) ضد الشعب الفلسطيني، آخذة طابعين متميزين: الطابع السياسي الذي يصل إلى حد الإبادة بحيث أصبحت القدرة على قتل وإرهاب الفلسطينين معيارا لكفاءة الكادر العسكري والسياسي في أعراف التنافس داخل المؤسسة الصهيونية، الأمر الذي يرفع نظرية الإرهاب إلى مصاف الأيديولوجيا السياسية إضافة إلى منبعها الديني المقدس عند الصهاينة المخالف لحقيقة العقيدة السماوية وأركانها المعروفة في التسامح والسلام واحترام الآخر وبغض الجريمة.
ورغم أن الصهاينة يدعون أنهم يهود على دين موسى (ع)، ويبالغون أكثر وينادون بنظرية عرقية أو إثنية وهمية تؤكد انتمائهم إلى الأسباط الإثني عشر أبناء يعقوب (ع) ولكنهم يجسدون في سلوكهم انحرافات كفرة اليهود الأوائل، فلا مهرب إذاً من بحث الظاهرة الصهيونية كحلقة من حلقات التطور التاريخي للانحراف اليهودي عبر القرون، فاليهود الصهاينة لا يمثلون موسى (ع) ولا الأسباط بل هم نموذج معاكس بكل المعايير لهم، ولا مكان لهم إلا في سياق الانحراف اليهودي الكبير الذي كان أول ضحاياه الربانيون والأنبياء (ع)،