من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه. ( نهج البلاغة ٤: ٦)      الدهر يومان يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصبر. ( نهج البلاغة ٤: ٩٤)        أحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)       كثرة الإطراء تحدث الزهو وتدني من العزة. ( نهج البلاغة ٣: ٨٨ )     ليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلاّ في ثلاث: مرمة لمعاش، أو خطوة في معاد، أو لذة في غير محرم. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)      
البحوث > المتفرقة > ثوب التقوى وحقيقته الصفحة

«ثوب التقوى وحقيقته»
* السيد كاظم الحائري
إن روح الشريعة واهدافها المقدسة لا تقتصر على القشر، بل أن لها لباً، وكلاهما يشكلان ثوباً واحداً هو ثوب التقوى.
ودليلنا على وجود لب هذا القشر أو بطانة لهذا الوجه أو لحمة لهذا السدى أمران :
الأمر الأول :
أحوال المعصومين(عليهم السلام) من بكائهم وتضرعهم ومناجاتهم وخشيتهم وتوبتهم، وما إلى ذلك، فيا ترى هل يحتمل بشأن المعصوم أن يتورّط في ترك هذه الصلاة الظاهرية أو الصوم أو الحج أو في شرب الخمر أو الزنى نعوذ باللّه أو الكذب أو النميمة أو ما إلى ذلك من المعاصي؟!
أفهل يعقل أن يكون سفير اللّه الى عباده غير عارف بعظمة اللّه، أو غير مكتشف لحقيقة المعصية وما تشتمل عليه من رجس ونجاسة؟ أم هل يعقل صدور المعصية ممن وصل إلى عظمة اللّه أو عرف حقيقة المعصية وقبحها ودناءتها؟!
أترى أن إثبات عصمة المعصومين يتوقف على براهين من قبيل : لولا عصمتهم لما أمكن الاعتماد على ما أبلغوه من الرسالة، أو أن عصمتهم أوضح من ذلك لبداهة عدم تعقل صدور المعصية ممن ذاق حلاوة الاتصال باللّه، أو عرف حقائق المعاصي، فلا يعقل أن يفكّر أحدهم في معصية، كما لا يعقل أن يفكر أحدنا في أكل القاذورات مثلاً.
وبعد أن كان الأمر كذلك بلا شك، قل لي باللّه ما معنى توبة المعصومين واستغفارهم؟ وما معنى قوله سبحانه وتعالى مخاطباً لأشرف المخلوقين(صلى الله عليه وآله) : (فاصبر إن وعد اللّه حقّ واستغفر لذنبك)(١)، وكذلك قوله عزّ وجل : (فاعلم أنه لا اله إلاّ اللّه واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)(٢).
ثم قل لي ما معنى ما قد يترائى في بادئ الأمر من القسوة على نبي من الأنبياء في قوله تعالى : (فلولا أنه كان من المسبّحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون)(٣)؟

(١) غافر : ٥٥.
(٢) محمد :١٩.
(٣) الصافات : ١٤٣ ـ ١٤٤.