المعالم الثقافية للمسلمين الشيعة في العراق
* السيد محمد باقر الحكيم
يمكن أن أقول بوضوح وبصورة قاطعة أن في العراق ثقافة اسلامية اصيلة قائمة على اساس التشيع لأهل بيت النبوة والعصمة(عليهم السلام)، ولكن يجب التأكيد أيضاً بوضوح بأنها ليست ثقافة طائفية، بل هي ثقافة اسلامية منفتحة على جميع المذاهب الاسلامية والجماعات الاسلامية وتشعر بالمسؤولية تجاه الدفاع عنها وعن الاسلام، بل هي ثقافة منفتحة حتى على الأقليات الدينية الأخرى نظرياً وعملياً وواقعياً.
ويتضح ذلك من خلال وصفها بالنقاط التالية التي يمكنها أن ترسم معالم الصورة العامة لهذه الثقافة، وتاريخها وأسباب وجودها وصفاتها المتميزة:
١ ـ دخل التشيع، وحب الامام علي(عليه السلام) والايمان بموقعه الخاص المتميز في الاسلام إلى العراق، مع دخول الاسلام إلى العراق ومع عمليات الفتح الاسلامي، من خلال عدة عوامل أشير إلى ثلاثة منها:
أ ـ وجود رجال لهم اهمية خاصة في عمليات الفتح من حواري الامام علي(عليه السلام) والمخلصين له بدرجة عالية، ممن كانت لهم مواقع مهمة في صحابة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)، امثال سلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان، الذينِ كانا يقودان الجيوش في عمليات الفتح وتولوا ادارة الأمور في العراق. مضافاً إلى رجال آخرين من هذا المستوى كانوا ممن تولى ادارة الحكم في ولاية العراق، مثل عمار بن ياسر أو جانباً من الادارة مثل عبد اللّه بن مسعود وغيرهم من طبقات الصحابة والتابعين ومن العلماء المتميزين.
ب ـ مشاركة الجيوش اليمنية في فتح العراق، واستقرارها بعد ذلك فيه مثل قبائل كندة وهمدان، الذين عرفوا الامام علي(عليه السلام) عن قرب، عندما كان
والياً في اليمن اول دخول الاسلام إليها، وعرفوا بعد ذلك بشدة الولاء والنصرة للامام علي(عليه السلام).