تفسير النصوص المقدّسة في قراءتين
الدكتور محمد تقي فعالي
تـرجمة حيـدر حبّ الله
تمهيد (١)
عقيب عصر النهضة وخصوصاً بعد ظهور الفلسفات الحديثة، صارت الفلسفة التحليلية وفلسفة اللغة مدينتين للأبحاث التي جرت في مجال النصوص المقدّسة، لقد استحكمت جذور المذهب المثالي وبصورةٍ تدريجيةٍ في الأفكار الفلسفية في القرون الأخيرة، بحيث امتد نشاطه حتى إلى دائرة فلسفة العلوم، ومن ثم أخذ بالظهور قبال النصوص المقدّسة، وفي نهاية المطاف خسرت آيات ومقولات الكتاب المقدّس موقعها كـ "مُظهرٍ للواقع" في القرن العشرين، وأصبحت في الانطباع العام مجرّد مجموعةٍ من المواعظ المفيدة، وذلك تماماً كالرؤى التي تعتقد بأن العلوم التجريبية هي مجموعةٌ من القواعد المفيدة التي يمكنها أن تمنح الإنسان الاستقرار والطمأنينة.
وفي هذه الأجواء يطرح التساؤل الأساسي التالي نفسه: ما هي المناهج الرئيسية لتفسير الكتاب المقدّس؟ ولماذا جرت الأمور في الغرب على هذه الشاكلة؟
مناهج تفسير القدماء
إن مناهج تفسير الكتاب المقدس في الديانتين اليهودية والنصرانية على أربعة أنواع هي:
١ ـ التفسير اللفظي (الاتجاه الظهوري)