ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٨٥)      بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد. ( نهج البلاغة ٤: ٤٩)      القناعة مال لا ينفد. ( نهج البلاغة ٤: ١٤)       لا  تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال. ( نهج البلاغة ٤: ٤٩)      
البحوث > المتفرقة > بعض المصادر المعتمدة عند علماء المسلمين في مقارنة الأديان الصفحة

بعض المصادر المعتمدة عند علماء المسلمين في مقارنة الأديان
يوسـف الكلام(١)
اهتم المسلمون في ظل الحضارة الاسلامية بعلوم شتى تنوعت مشاربها ومنابعها، فبرزوا في العلوم الشرعية، ونبغوا في العلوم الكونية والانسانية، ولقد دفعهم الى ذلك دعوة القرآن الى العلم والتعلم وحثه عليهما، وساعدتهم عليه مرونة الدين الاسلامي وسعة صدره في احتواء كل الفعاليات الفكرية، واستيعابه لكل الطاقات البشرية بغض النظر عن نزعاتها العرقية، وقد ساهم في إغناء المعارف الإسلامية اعتراف القرآن الكريم بمختلف العقائد الدينية، وفتحه لباب الحوار معهم تحت مبدأ (لا إكراه في الدين)(٢)، فتمكن العديد من غير المسلمين من العمل في ظل الحكم الاسلامي، ومارسوا نشاطاتهم الدينية بكل حرية دون ان تكون معتقداتهم المخالفة للاسلام عائقاً يمنعهم من بلوغ المناصب الكبرى التي يرغبون في الظفر بها، بل على العكس، تمكن كثير منهم بفضل مكانتهم العلمية خاصة في الطب والترجمة أن يحتلوا مكانة مرموقة ومناصب هامة في قصور الخلافة الاسلامية في المشرق أو المغرب.
وكان لابد في ظل التنوع العقائدي والاختلاف الفكري، من ظهور ونشأة علم من أبرز العلوم التي عرفتها الحضارة الإسلامية، وهو علم مقارنة الأديان. وإذا كان التعريف الذي يعطيه الغرب اليوم لهذا العلم هو: «اتخاذ الأديان بعامة ـ كتابية أو وضعية ـ والعقائد الدينية أو الملل والنحل، موضوعاً للدراسة العلمية بمناهج موضوعية لها أصولها وخصائصها وضوابطها التي اصطلح عليها أهل هذا الحقل».(٣) فذلك بالضبط هو ما أقامه علماء مقارنة الأديان المسلمون ممثلاً في كتاباتهم، وقد سلكوا في ذلك

(١) كاتب اسلامي ـ المغرب.
(٢) سورة البقرة، الآية ٢٥٥.
(٣) بحوث في مقارنة الأديان، محمد عبد الله الشرقاوي، دار الفكر العربي١٤٢٠هـ/ ٢٠٠٠م، ص ٣٢.