أكرم الحسب حسن الخلق. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم. ( نهج البلاغة ٤: ٤٠)      إفعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً، فإن صغيره كبير وقليله كثير. ( نهج البلاغة ٤: ٩٩)      عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار. ( نهج البلاغة ٤: ١٩)      بكثرة الصمت تكون الهيبة. ( نهج البلاغة ٤: ٥٠)      
البحوث > المتفرقة > الثورة العلمية التقنية ومستقبل الحضارة البشرية الصفحة

الثَورَةُ العِلميَّةِ التَّقنِيَّةِ وَمُستَقبَل الحَضارَة البَشَرِيَّة
تيسير شيخ الأرض
دمشق ـ سوريا
لِمَ العلم ؟
وِلمَ تعليمه ؟
وما الضوابط التي يجب الأخذ بها لاستمرار الحضارة في البقاء ؟
ثلاثة أسئلة مترابطة يحيل بعضها إلى بعض، بعد تطور العلم تطوره الحديث، حيث أصبح وسيلة لصنع أسلحة الدمار الشامل. ولكن، ألا يعني طرحها في هذا الوقت بالذات، أن البشرية تخشى من تجدد وقوع ما وقع في الحرب العالمية الثانية, حينما ألقيت قنبلتان ذريتان على مدينتين يابانيتين سنة ١٩٤٥؟ عن هذه الأسئلة وسواها يجيب الأستاذ تيسير شيخ الأرض.

تمهيد
الحقيقة أن الإنسان المعاصر يمر بأزمة تهدد بقاءه وبقاء حضارته، خوفاً من الأسلحة المدمرة التي يرى بعض الدول تمتلكلها والتي إذا استخدمت أدت إلى كارثة تلغي بعدها الكوارث. وقد رأى بعضهم أن العلم الحديث وراء هذه الأزمة.
وهذا يعني، أن العلم الحديث متهم، وأن تعليمه متهم جراء ذلك !.. فإلى أي حد يمكن التسليم بهذا القول ؟ إن ما يسوّغ هذا الاتهام، ما حدث حين ألقى سلاح الجو الأمريكي قنبلتيه الذريتين على هيروشيما ونجازاكي في سنة ١٩٤٥. من تدمير لهما. ولكي ندرك عظم ما أحدثناه، لننظر إلى قوة كل منهما وعدد الضحايا التي خلفتاها وراءهما. وفي هذا يقول الكسندر هادو ورفاقه ما يلي : (( فالقنبلتان اللتان ألقيتا على هيروشيما ونجازاكي في ٦و٩ أغسطس من سنة ١٩٤٥, كانت الأولى منهما معتمدة على المادة الانشطارية أورانيوم ٢٣٥, وكانت الثانية معتمدة على المادة الانشطارية بلوتونيوم ٢٣٩, وكانت الأولى تعادل ١٨٠٠٠طن من ت.ن.ت., والثانية من ٢٥٠٠٠ إلى ٣٠٠٠٠طن ت.ن.ت. وقد قتلت القنبلتان ١٠٠٠٠٠ نفس، وكان عدد الإصابات يزيد على هذا العدد بعض الشيء ))(١).
ولكن الاقتصار على ذكر هذا لا يعطي فكرة كاملة عن مدى الضرر الذي أحدثته هاتان القنبلتان، فعملية الانشطار الذري لا تقتصر على إطلاق الطاقة، بل تحدث أيضاً نشاطاً إشعاعياً...
ـــــــــــــــــــــ
(١) السكندر هادو ورفاقه : السلام العالمي في العصر الذري، مجموعة الألف كتاب، دار النشر المتحدة، القاهرة ( دون تاريخ )، ص ١٥.