إياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)        ربّ يسير أنمى من كثيرٍ. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)      من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه. ( نهج البلاغة ٤: ٦)      قيمة كل امرئ ما يحسنه. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      من أمن الزمان خانه، ومن أعظمه أهانه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٦)      
البحوث > المتفرقة > دور الحضارة الاسلامية في النهضة الأوربية الصفحة

دور الحضارة الإسلامية في النهضة الاُوربيّة
د. علي البيكدلي*
يقول المستشرق المعروف «فليب ولف»١ استاذ جامعة تولوز٢ في كتابه «النهضة الفكرية في اوربا»٣: «لم تكن نهضة كارولنجين٤ لتحصل في بداية القرن التاسع، والتي ادت الى تحريك الغرب وقيام حضارته. لولا الاستفادة من كنوز العلوم والمعرفة التي كانت في دول شرق المتوسط. ويضيف ولف: ويجب ان لاننسى ان بلاد بين النهرين٥ من اكبر المراكز التي ساعدت في قيام الحضارة الاوربية».
ومع ان نظرية قيليب ولف ليست مقبولة من جميع علماء اوربا، الاّ ان الظن الغالب يحكم بصحة نشوء العلم في الشرق. ويصرّ مخالفو ولف على ضرورة البحث ابتداءً: هل ان ما كان مطروحاً في الشرق باعتباره علماً، أهو علم اساساً أم تجربة شخصية؟ وفي جواب ذلك نقول، رغم ان العلوم الشرقية نشأت في البداية لضرورات وحاجات وتجارب فردية، إلاّ انها ـ وفي النهاية ـ اصبحت افكاراً علمية٦.
وعندما أشبع الإنسان من آلهة الارض، أخذ ينظر الى السماء، فالسماء كانت بالنسبة اليه مصدر الخيرات، لنزول المطر منها ووجود الشمس فيها، وكانت ايضاً ملجأ القوى الغامضة والمكان الذي تسكنه الآلهة. وعلى هذا الاساس، كان البابليون اول من اعلن عن أثر النجوم ـ القوي ـ في تعيين مستقبل الانسان. اما الكلدانيون، فكانوا سباقين الى تحديد مكان واسماء وحركة النجوم ومسار حركتها غير المنتظمة في الظاهر، وقاموا بقياس المسافات بين النجوم وامكنتها، وحددوا المدار الذي تكمل الشمس خلاله دورتها الظاهرية حول الارض عبر مايقارب السنة. وقاموا بقياس منطقة البروج ايضاً. وقسموا السنة الى ٣٦٥ يوماً ضمن ١٢ شهراً. وبذلك عينوا السنة الشمسية٧.

١- Philippe Wolff.
٢- Toulouse.
٣- L'Eveil Intellectuel del' Europe. Editiondu
١٩٧١, P.١٢ Seuif, Paris.
٤- Carolingien.
٥- Mesopoamite.
(٦) هنري لوكاس، تاريخ الحضارة، ترجمة: عبد الحسين آذرنگ، مجلدان طهران، مؤسسة كيهان، ١٩٨٧م، ص ٨٥. (بالفارسية).
(٧) راجع: بارنزويكر، تاريخ الفكر الاجتماعي، ترجمة: يوسفيان مجيدي، طهران، دار الخوارزمي، ١٩٧٩م.