شتان ما بين عملين: عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره. ( نهج البلاغة ٤: ٢٨)      من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      ظلم الضعيف أفحش الظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      ليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلاّ في ثلاث: مرمة لمعاش، أو خطوة في معاد، أو لذة في غير محرم. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)      من أمن الزمان خانه، ومن أعظمه أهانه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٦)      
البحوث > المتفرقة > الربا والفائدة البنكية الصفحة
الربا والفائدة البنكية
موسى غني نجاد
تـرجمة حيـدر حبّ الله
تمهيد
لعله يمكن تلخيص أسباب ذمّ الربا في الثقافات والأديان المتعددة في الماضي على الشكل التالي:
أ ـ عنصر السهولة والراحة المختزنين في الربا، أي الدخل ـ القطعي المعين من قبل ـ الحاصل من دون ممارسة أي جهد أو خطر.
ب ـ الآثار الاجتماعية المخرّبة، أي الظلم الوارد على المقترِض.
وفي النهاية عدم إمكان تقديم تبرير عقلاني لظاهرة الربا، أي الجواب عن السؤال القائل كيف يمكن للمال ـ كوسيلة مبادلة ـ أن يتكاثر ويتزايد بمجرد مرور الزمان؟
لقد قدّم أرسطو بإجابته عن السؤال الأخير الأساس العقلي المحكم لكافة النظريات المعارضة للربا والتي ظهرت في القرون اللاحقة.
والسؤال الأساسي هنا هو هل أن مثل هذا المفهوم عن الربا في الحقبات التاريخية الماضية يمكن تعميمه لظاهرة الفائدة البنكية في العالم المعاصر والتي نشأت من توسّع المؤسّسات الحديثة المسمّاة بالبنوك؟ وباختصار هل أن الفائدة البنكية هي نفس الربا بمفهومه القديم؟
إن جوابنا عن هذا التساؤل بالنفي، وهو ما سوف تسعى هذه المقالة