الاصولية اليهودية; رؤية من الداخل
جـلال الانصاري(١)
بعيداً عن الخوض في تفصيلات مصطلح «الاصولية»، الذي لم يبرز على الالسنة الا حديثاً جداً، فان من اللازم التوقف قليلاً امام التعريفات التي بالامكان استخلاص المكونات الاساسية للاصولية منها وهي:
أولاً: الجمود; بكل ما يعنيه من رفض التكيف للواقع، والجمود المعارض لكل نمو ولكل تطور.
ثانياً: العودة الى الماضي عبر الانتساب الى التراث (او الاصول) والمحافظة.
ثالثاً: عدم التسامح بكل ما يستدعيه من انغلاق وتحجّر وتصلّب وعناد.(٢)
ورغم ان الغرب ودوائره المعنية بادارة صراع الارادات، قد حاولت جهد امكانها توظيف هذا المصطلح ضد الحالة الاسلامية فقط، باعتبارها مظهراً للاصولية الاسلامية ـ حسب زعمهم ـ الا أن ذلك الجهد أخفق في مهمته لابعاد الأنظار عن الأصوليتين المسيحية والصهيونية، واللتين تنطبق عليهما التعريفات السابقة تماماً، فيما تفتقر التعميمات الجاهزة والمضللة ـ في آن واحد ـ الى الحد الادنى من الموضوعية حيال الحالة الاسلامية. وقد اعترف بهذا القصور بعض الخبراء الغربيين المنصفين، ممن أُتيحت لهم فرصة مناسبة للاطلاع على الاسلام ومبادئه. ولكنها الاغراض الدنيئة التي تصر على مواصلة اتهام الاسلام بالاصولية.
شحّة الدراسات الجادة
وعلى اي حال، ما يعنينا هنا هو التعرف على بعض ملامح الاصولية اليهودية التي اخذ صوتها يعلو بشكل واضح، لا في السياسة الصهيونية، داخل الارض المحتلة، وانما