لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)      من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه. ( نهج البلاغة ٤: ٦)      كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)        لا تقل ما لا تحب أن يقال لك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      
البحوث > المتفرقة > الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران الصفحة

الاخوان المسلمون والثورة الاسلامية في ايران
جدلية الدولة والامة في فكر الامامين البنا والخميني
د. احمد يوسف*
شكل انهيار الخلافة الاسلامية العثمانية صدمة عنيفة هزت الوعي والوجدان الاسلامي، وكانت في الوقت نفسه مدعاة لولادة وبروز تيارات اسلامية، سواء على مستوى شخصي ـ ثقافي سياسي، أم على مستوى تنظيمي ـ حركي ـ ثقافي سياسي، وذلك في أفق احياء مفهوم دولة الخلافة الاسلامية، وخصوصاً بعد ذلك الانقلاب السريع الذي تجسد في قيام الدولة الحديثة (الدولة الوطنية) محل دولة الخلافة العثمانية (دولة الامة) ولمّا تمض بعد سنوات قلائل على ذلك الانهيار.
ومن ناحية اخرى لم تكن الخلافة العثمانية التي انهارت وألغيت رسمياً عام ١٩٢٤ ـ الصورة المثلى ـ التي يحلم بها أصحاب الخط الاسلامي الاحيائي الناهض في ذلك الوقت من امثال جمال الدين الافغاني، ومحمد رشيد رضا، وعبد الرحمن الكواكبي...، كما انها لم تكن بمنأى عن عناصر الفساد التي حاربها هؤلاء أيضاً، خصوصاً في القرن الأخير الذي سبق الانهيار، ولكنهم مع ذلك بقوا على تأييدهم للدولة العثمانية، ووقفوا في وجه محاولات تصفيتها داخلياً مهما كانت المبررات، لأنها في تقديرهم ـ ورغم عوامل الضعف والفساد التي تعتريها ـ تبقى الأنموذج الأقرب للخلافة الاسلامية «الراشدة» من تلك الحديثة الناشئة، كما انها (أي الدولة العثمانية) عند هؤلاء تشكل عامل التكثيف الوحيد والأقدر على استقطاب الأمة / الأمة الاسلامية الموحدة، عبر الارتباط ببؤرة التكثيف الخلافة / الخليفة.
وهاهو واحد مثل الامام محمد عبده يعلنها وبكل صراحة «ان المحافظة على الدولة العليّة العثمانية ثالثة العقائد بعد الايمان بالله ورسوله، فانها وحدها الحافظة

(*) رئيس تحرير مجلة الشرق الاوسط، المدير التنفيذي للمؤسسة المتحدة للدراسات والبحوث - امريكا.