ترك الذنب أهون من طلب التوبة. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)      أغنى الغنى العقل. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      خالطوا الناس مخالطة إن متم بكوا عليكم وإن عشتم حنّوا إليكم. ( نهج البلاغة ٤: ٣)        استقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥ـ ٤٦)        رب ساعٍ فيما يضرّه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      
البحوث > المتفرقة > الحوار الحضاري ضرورة إنسانية الصفحة

الحوار الحضاري ضرورة إنسانية
الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح
والتفاعل الحضاري ضرورة إنسانية، لا بد منها لقيام الحضارات، وتقدم الإنسان في كل ما من شأنه أن يأخذ بيد الإنسان، ويشيع في المجتمعات الإنسانية السلام والأمن.
أما الانغلاق الحضاري، فهو قاتل للإنسان. والتبعية الحضارية هي الأخرى قاتلة لكل إبداع. ولا بد من حوار الحضارات.
وإذا تأملنا في حال الأمة الإسلامية وجدنا أنها _ من وجهة نظرنا _ محاصرة بين غربتين: غربة زمان، وغربة مكان.
أما غربة الزمان . فهي بعد الأمة عن ماض حضاري مشرق، لم تعد تربطها به عوامل الثقافة الفاعلة أو البانية.
وأما غربة المكان. فهي بعد الأمة عن واقع حضاري معاصر، تجهل عنه كل شيء. مما مثل فجوات حضارية كبرى. ليس من السهل على الأمة الإسلامية تجاوزها أو تجاهلها.
بداية يحسن بنا أن نعرض لمفهوم الحوار. ومفهوم الحضارة. حتى نتعرف على حوار الحضارات وننطلق لرؤية واضحة تكشف عن ضرورة الحوار للإنسان، وحاجة الإنسان إليه.
والحوار: الرجوع عن الشيء، وإلى الشيء، حار إلى الشيء وعنه حوراً ومحاراً ومحاورة: رجع عنه وإليه. وفي الحديث:( من دعا رجلاً بالكفر وليس كذلك حار عليه) أي رجع إليه ما نسب إليه. والمحاورة، مراجعة
المنطق، والكلام في المخاطبة (١) قال تعالى (قال له صاحبه وهو يحاوره٢)
أي يراجعه الكلام ويجادله (٣) .
والتحاور التجاوب. لذلك كان لا مندوحة في الحوار من متكلم ومخاطب، ولا بد فيه من مراجعة وتبادله وتداوله. وغاية الحوار: توليد الأفكار الجديدة في ذهن المتكلم. لا الاقتصاد على عرض الأفكار القديمة، وفي هذا التجاوب توضيح للمعاني، وإغناء للمفاهيم يفضيان إلى تقدم الفكر (٤) .

(١) ابن منظور، لسان العرب ج / ص ٧٥٠، ط دار لسان العرب ، بيروت
(٢) سورة الكهف. الاية رقم ٣٧ .
(٣) سعيد حوى، الأساس في التفسير،ج / ص ٧٥٠، ط. دار السلام.القاهره ١٤٠٥ ه
(٤) انظر حسين حمادة، الحوار القرآني، مجلة المعارج ، المجلد الأول ، ع ٨ ص ٣٦ ، بيروت، ١٤١٢ هـ ،