العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى. ( نهج البلاغة ٤: ٨٠ )        بئس الطعام الحرام. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)        إياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      الغيبة جهد العاجز. ( نهج البلاغة ٤: ١٠٦)        ليس كل طالب يصيب ولا كل غائب يؤوب. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)      
البحوث > المتفرقة > المماليك ومأزق الشرعية الصفحة

المماليك ومأزق الشرعية
إبراهيم بيضون
كان الماوردي من أوائل الفقهاء الذين تعرضوا للمسألة السياسية على المستوى النظري في الإسلام , رابطاً بين السلطة المطلقة للخليفة وبين مبدأ الطاعة في السياق القرآني (١) , دون أن يتناقض ذلك مع قاعدة الشورى التي تبقى الأساس في أحكامه (٢) ولكن الماوردي على المستوى العملي وهو الذي كان مقرباً من القائم بأمر الله العباسي , وعاصر عن كثب إنحسار سلطة الخلافة , لم يجد مانعاً في ان يؤول القرار الفعلي لبني بويه المتغلبين عليها شرط احتفاظ الخلافة بالمرجعية العليا (٣).
وقد نحت كتابات الفقهاء بعد الماوردي هذا المنحى التوفيقي بصورة عامة في حرصها على وحدة السلطة في الإسلام , مجسدة بالخلافة التي من دونها لا تكون وحدة الأمة , وبعد أن كانت دولة الراشدين هي النموذج الذي تطابق فيه الدين مع السياسة نتيجة للظروف التي تهيأت لخلفائها الأربعة وهم صحابة الرسول والسابقون في الإسلام عدا المعرفة الواسعة – وإن بدرجة متفاوتة – بالشريعة مما كان يؤهلهم للاستنباط واتخاذ الاحكام المناسبة , لم يعد الأمر كذلك بعد سقوط هذه الدولة وقيام دولة لا تتوافر لخلفائها الأسبقية ولبعضهم الثقافة الشرعية الشاملة , ولان الخليفة لم يعد فقيهاً باستثناء قلة قليلة مثل عبدالملك بن مروان وعمر بن عبدالعزيز فقد برز دور الفقيه إلى جانبه , في محاولة لعدم الابتعاد عن النموذج الذي اهتزت صورته بعد

(١) يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) سورة النساء الآية /٤ . انظر آيات كثيرة في عدة سور عن الطاعة.
(٢) الأحكام السلطانية . ص٧.
(٣)أروين روزنتال . دور الدولة في الإسلام . مجلة الاجتهاد بيروت ١٩٩١ . ص٤٨.