ربّ قولٍ أنفذ من صول. ( نهج البلاغة ٤: ٩٤)      من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      كثرة الإطراء تحدث الزهو وتدني من العزة. ( نهج البلاغة ٣: ٨٨ )      لا  تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)        أحسن كما تحب أن يُحسن إليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      
البحوث > المتفرقة > التطور السياسي للمرجعية الإسلامية في تأريخها المعاصر الصفحة

التطور السياسي للمرجعية الإسلامية في تأريخها المعاصر
عبد الكريم آل نجف
التطور السياسي للمرجعية الإسلامية:
يتولد التأريخ من شعور عام يتبلور في ذهن الأمة ويستوعب قطاعتها المختلفة بشكل يحركها باتجاه معين، وقد يتواصل هذا الشعور فترة ليكوّن مرحلة قد تطول فتستوعب جيلاً أو جيلين وقد تقصر مكتفية بزمن محدود، حسب طول وقصر أمد ذلك الشعور الذي إذا انقلب أو تغيرت ملامحه تكون الأمة قد دخلت مرحلة جديدة.
وهكذا فإن المراحل في حياة الأمة لا يشترط في تكونها وجود تخطيط مسبق، بل قد تتكون وتسير في طريق ما خلافاً لإرادة الخطة المسبقة، لأن الأساس فيها هو الشعور العام الذي يسود الأمة ويسيّرها، والذي يعبر عنه البعض بروح التأريخ، فإذا وجد في صورة معينة تكون الأمة في مرحلة من سنخها وإذا تغيرت ملامح هذه الصورة أو تلبس الشعور العام بغيرها تغيرت ملامح تلك المرحلة أو انقلبت إلى مرحلة جديدة.
ومن هنا يتعين على الباحث في حقل التأريخ استنطاق ركام الحوادث التي يدرسها واستكشاف الروح العامة والشعور العام الذي ينتظمها، ومن ثمّ تلمس جذوره وإمداداته وتحديد نقاط الانعطاف والتغيير التي تحوله إلى عدة حلقات، وتحوّل التأريخ من خلالها إلى عدة مراحل. وإذا ما أعتمد هذا المنهج فإن الباحث سينقذ بحثه في محدودية الحدث، وسيوفر على نفسه مجالاً رحباً للتفسير وفرصة واسعة للعثور على الحقيقة.
فهناك منهجان في البحث التحليلي التاريخي:
١ـ المنهج التجزيئي الذي ينظر إلى الحدث التاريخي من خلال ربطه بالأحداث المباشرة له فقط.
٢ـ المنهج الشمولي الذي يدرس الحدث في ضوء تشخيص مسبق ومدروس للمرحلة التاريخية التي ينتمي إليها، والتي تتكون على أساس شعور عام يتواصل فترة زمنية معينة ولا شك أن المنهجين متكاملان وضروريان معاً للباحث في حقل التاريخ، ومن غير الممكن له الاكتفاء بأحدهما وترك الآخر.
بعد هذه المقدمة نتساءل هل درسنا تأريخ المرجعية الإسلامية المعاصر؟ ووفق أي من المنهجين؟
الجواب أن هذه المسألة درست غالباً وفقاً للمنهج الأول فقط وبشكل محدود، مما أدى إلى نتائج غير متكاملة، ومن هنا ولدت الحاجة إلى تسليط الضوء على تأريخ المرجعية المعاصر ودراسته على أساس المنهج الشمولي.
المرحلتان الأساسيتان: