من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته. ( نهج البلاغة ٣: ٨٥ )      صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام. ( الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). ( نهج البلاغة ٣: ٧٦)      إتق الله بعض التقى وإن قل، واجعل بينك وبين الله ستراً وإن رق. ( نهج البلاغة ٤: ٥٤)        لا تخاطر بشيء رجاء أكثر منه، وإياك أن تجمح بك مطيّة اللجاج. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)      آلة الرياسة سعة الصدر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)      
البحوث > المتفرقة > الكذب والرياء الآفتان اللتان حاربهما الاسلام الصفحة

الكذب والرياء الآفتان اللتان حاربهما الإسلام
عبد الله شرارة
إن الإسلام في حقيقته كما صدع بتبليغه رسول الله (ص) ودعا إليه الرسل والأنبياء عبر التاريخ، هو أن يسلم الإنسان وجوده وحياته ومصيره لله سبحانه وتعالى. وهذا هو المعنى المقصود من العبادة في مفهومها الشامل، والذي حرصت الآيات القرآنية والأحاديث على تأكيده، معتبرة اياه حجر الأساس في بناء الفرد المسلم والمجتمع الإسلامي.
فالإنسان العابد لله حق عبادته يمتاز بشخصيته المتوازنة وبضميره الداخلي الحي، وبصلاح ظاهره وباطنه على حد سواء. ومن الطبيعي أن يحصل لديه ذلك ما دام منقطعا في مختلف شؤونه وأعماله إلى قوة واحدة وليس إلى قوى شتى متفرقة.
في الحديث الشريف: "لا يكون العبد عابداً لله حق عبادته، حتى ينقطع عن الخلق كلهم إليه، فحينئذ يقول عز وجل: هذا خالص لي، فيقبله بكرمه".
وان التأكيد على اقتران العمل بالنية لدليل واضح على مدى عناية الإسلام بصلاح الظاهر والباطن معا:
عن رسول الله (ص) أنّه قال: "نية المؤمن خير من عمله، ونية الكافر شر من عمله، وكل عامل يعمل على نيته".
وسئل الإمام الصادق (ع) عن حد العبادة التي اذا فعلها فاعلها كان مؤدياً؟ فقال: "حسن النية بالطاعة".
ولكن.. بسبب ضعف الإنسان أمام مغريات الحياة، وتأثره بنزوات نفسه الأمارة بالسوء وعدم تاصل الوزاع الديني لديه، فإن تطبيقه لمفهوم العبادة على وجهها الصحيح قد يصاب بالاختلال فيقع في مرض الازدواجية عندما يتفاقم هذا الاختلال وينعكس ذلك في أخلاقه وتصرفاته.
ومن مظاهر الازدواجية البارزة: الكذب والرياء، وسنحاول في هذا الحديث تسليط الضوء على هاتين الظاهرتين.
ان اختيارنا لهاتين الظاهرتين بالذات معاً وفي نفس الوقت، لم يكن مجرد مصادفة وانما يعود إلى الترابط الحاصل بينهما.
فالكذب هو مخالفة الكلام للواقع مع العلم بالمخالفة.
والرياء هو مخالفة ظاهر العمل لواقع النية الكامنة وراءه، بحيث يكون القصد الظاهر الموحى به للناس خيراً واخلاصاً، بينما يكون القصد الباطني الحقيقي غير ذلك.