حقوق الإنسان رؤية مقارنة بين الإسلام والغرب
الدكتور مصطفى المحقق الداماد*
في البداية لابد من تقديم تحليل فلسفي وكلامي لقضية «حقوق الانسان» من منظار الاسلام والمسيحية، ومن ثم نعرض الى تحليلها ثانية من زاوية حقوقية وسياسية حديثة.
فكلمة «حقوق الانسان» بمعناها الاصطلاحي الغربي، ليست عريقة في تاريخ الفكر والحقوق الغربيين. فمثلاً عند قراءتك لكتب اكبر فلاسفة عصر التنوير، ونعني به «كانت»، الفيلسوف الذي عنى بالانسان وبالكرامة الانسانية اكثر من اي فيلسوف آخر، الذي جعل منهما المنطلق والركيزة الاساس التي تقوم عليها فلسفته العملية، لانجد اثراً لمصطلح «حقوق الانسان» فيها.
والواقع ان هذا المصطلح، تبلور من خلال الثورة الاجتماعية والسياسية التي حدثت في فرنسا، ولذا استطاع هذا المصطلح ان يحتفظ بمضمونه وخطابه السياسي إلى يومنا هذا، بحيث لايمكننا اليوم التفكيك بين المصطلح وخطابه السياسي الذي نما وترعرع في احشائه.
ومن هنا فإن مصطلح «حقوق الانسان» يعنى بالدرجة الاساس بمخاطبة الحكام والرؤساء الذين يصادرون الرأي المخالف، فأهم العناوين الحقوقية التي تنضوي تحت لافتة«حقوق الانسان» هي: حق الحياة، حق الحرية، حق المساواة، حق العدالة، حق المطالبة بالعدالة، والحكم بالعدل، حق التمتع بحماية القانون من أية أعمال تنتهك الحقوق الاساسية، حق الحماية من التعذيب، حق المحافظة على الشرف والسمعة الحسنة، حق اللجوء، حقوق الاقليات، حق المساهمة في الحياة الاجتماعية، حق حرية الفكر والوجدان والدين، حق الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات، الحقوق الاقتصادية، حق الاحتفاظ بالمال، حق التوظيف والعمل، حق تشكيل الاسرة، حق المرأة، حق التربية والتعليم، حق الحفاظ على الحياة الفردية للانسان، حق الاختيار الحر لمحل السكن.
ومن البديهي ان الشرط الاول والاساس في تكريس هذه الحقوق وتحقيقها، هو عدم مصادرتها لحقوق الاخرين، وبإمكاننا ان نجدول هذه الحقوق في ضوء النظام المنطقي الـذي يحكمهـا من الداخل بالشكل التالي:
١ ـ حقوق الحرية الفردية.
وهي:
أ ـ حق المحافظة والدفاع عن النفس.
ب ـ حق الحياة والصحة البدنية.
جـ ـ حق حرية الاعتقاد الديني.