الإعجاب ضد الصواب وآفة الألباب. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      صدر العاقل صندوق سره. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      اللسان سبع إن خلي عنه عقر. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)      رب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)      بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد. ( نهج البلاغة ٤: ٤٩)      
البحوث > المتفرقة > تزكية النفس من منظور الثقلين (2) الصفحة

تزكية النفس من منظور الثقلين محــاســبة النفس (٢)
السيد كاظم الحائري
قال الله تعالى: ?إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَات لاُِوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار * رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ *  فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِل مِّنكُم مِّن ذَكَر أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْض فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ?(١)
ومن مقدّمات السلوك إلى الله التفكّر والتذكّر . وقد قيل: إنّ التذكر فوق التفكّر; لأنّ التفكّر يكون عند احتجاب القلب بصفات النفس، فيلتمس الإنسان البصيرة المطلوبة، والتذكّر يكون عند رفع الحجاب، وخلوص خلاصة الإنسانية من قشور صفات النفس، والرجوع إلى الفطرة الأُولى، فيتذكّر ما انطبع فيها في الأزل من التوحيد والمعارف بعد النسيان بسبب التلبّس بغواشي النشأة، وقد يكون التذكّر للمعاني التي حصلت بالتفكّر بعد نسيانها(٢).
وعلى أيّة حال ، فالتفكّر والتذكّر أمران متفاعلان، وأحدهما يدعو إلى الآخر، فإنّ التفكّر يورث التذكّر لما نسيه بسبب أغشية النفس، كما أنّ التذكّر يورث الانتباه، ومن ثمّ يدعو إلى مزيد من التفكير.
والأمر بالتذكّر وارد في القرآن الكريم بكثرة كاثرة، كقوله تعالى: ?... أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر...?(٣) ?... مالكم من دونه وليّ ولا شفيع أفلا تتذكّرون?(٤) ?فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون?(٥) إلى غير ذلك من  الآيات.

(١) السورة ٣، آل عمران، الآيات: ١٩٠ ـ ١٩٥.
(٢) راجع شرح منازل السائرين لكمال الدين عبدالرزاق الكاشاني: ٣٤.
(٣) السورة ٣٥، فاطر، الآية: ٣٧.
(٤) السورة ٣٢، السجدة، الآية: ٤.
(٥) السورة ٢، البقرة، الآية: ١٥٢.