من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الأحمق بعينه. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )     كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فإنّه يتسع. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)      الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم. ( نهج البلاغة ٤: ٤٠)      الحدة ضرب من الجنون، لأنّ صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم. ( نهج البلاغة ٤: ٥٦)      ما أكثر العبر وأقل الاعتبار. ( نهج البلاغة ٤: ٧٢)      
البحوث > المتفرقة > حقوق الانسان تطورها, مبادئها, تطبيقاتها الصفحة

حقوق الانسان تطورها، مبادئها، تطبيقاتها
صباح زنكنه
مبدأ الحكومة الاسلامية
عَرَّف التفتازاني الحكومة الاسلامية (بعنوان الخلافة): أنها رئاسة عامة في امر الدين والدنيا، خلافة عن رسول الله (ص)(١). ويقسّم ابن خلدون النظم الحكومية ثلاثة اقسام هي: الحكم الواقعي والذي تسيطر فيه القوة، الحكم السياسي المبني على قواعد العقل، والحكم الاسلامي المبني على الشريعة.
والسؤال الآن هو، هل يجب ـ طبقاً للشريعة الاسلامية ـ ان توجد حكومة اسلامية تتوافر فيها صفات الجمع بين الشؤون الدينية والدنيوية، وان تكون ملزمة بتنفيذ احكام الشريعة؟ وماهو سند هذا الوجوب؟
ويرى اهل السنة والمعتزلة، أنَّ الخلافة واجب شرعي، ولكنهم يختلفون في اساسه، فاهل السنة يرون ان سند الوجوب هو الاجماع، والرأي الآخر هو للمعتزلة عموماً، ويرى ان سند الوجوب هو العقل.
والشيعة تعتقد ان الوجوب شرعي وعقلي في آن واحد.
ويورد التفتازاني حديثاً هو: «من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية» واورد ابن حزم الآية: (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم)(٢).
والذين استندوا الى العقل، يقولون بعدم امكان وجود واستمرار مجتمع بدون حكومة. ومادام المجتمع اسلامياً، فلابد ان تكون حكومته اسلامية، ويعتبرونها ضرورة عقلية.
ويَرِد عليهم ان المبدأ القرآني من عدم القاء النفس في التهلكة ايضاً يمكن اعتباره مبدأً لضرورة الحكومة واستتباب النظام ودفع الفوضى.
والجمع بين المذهبين يقول به علماء الامامية، فالعقل يقضي بالوجوب كما تقضي الشريعة بذلك، وواضح ان العقل يوجب وجود سلطة عامة او كما جاء في التعبير الشريف: «لابد من امير، برّ او فاجر». والشرع يستوجب ان تكون متوافرة على تطبيق احكام الشريعة في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة، في الشؤون الفردية والاجتماعية.
الحكومات الغربية تناقض اصولها:
اذا كانت الحكومة بادعاء الليبرالية المتطرفة تحدّد ارادة الفرد، فان الاشكال ينعكس في الدرجة الاولى على حكومات نشأت في البيئة الغربية اكثر من الحكومات الاخرى، بل ان حكومات العالم الغربي وباستخدامها الاساليب الملتوية والمعقدة، جعلت من شخصية الفرد ريشة في مهب الريح، فهو

(١) اورده السيد رشيد رضا في الخلافة ، ص١٠ ، نقلاً عن تقريب المرام ص٣٢١ وعن مقاصد الطالبين .
(٢) سورة النساء ، الاية ٥٩ .