الاقتصاد الاسلامي ونظام الحكم السياسي
د. ناصر يوسف
الدعوة الى الاقتصاد الاسلامي تتعلق ـ بالضرورة ـ بالعالم الاسلامي، الذي يتشكّل من مجموعة بلدان، ويأخذ الاقتصاد الاسلامي صبغة تطبيقية لدى الانسان المسلم حين يكون منسجماً مع نظام الحكم في البلد والوصول الى قمة التحضر الاقتصادي والاجتماعي يتم بإحداث فعل «النقد الذاتي» وليس فعل «نقد الآخر»(١).
ان الرسول (ص) عندما بدأ دعوته الحضارية الاسلامية لم يتوجه نحو (نقد) الفرس والروم والمصريين وغيرهم من الحضارات الأخرى آنذاك، بل كان يضع القواعد بناءً على تعليمات القرآن، ويكتشف الاخطاء بالتجارب الاسلامية التي لاتشوبها شائبة. كل ذلك أدى الى الاطاحة بالوضع الجاهلي الذي كان معروفاً بفساده وظلمه.
الاسلاميون ونزعة النقد
إن البناء الاجتماعي السليم كان كفيلاً بإحداث هزّات مزلزلة لأنظمة الحكم الفارسية والرومية والمصرية ولهذا، ينبغي الأخذ بمنهج السلف الصالح، وهو تأسيس النظريات والبناء وفقاً للقرآن والسُنة والفقه والفكر الراشد، وليس وفقاً لاقتصاد الغرب.
فالغرب لن يرضى عنا سواء نقدناه أم لا، إلا إذا قدمنا له الولاء السياسي. يقول تعالى: (ولن تَرضى عنك اليهودُ ولا النصارى حتى تتّبِع ملتهم. قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءَهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير)(٢).
إن سبب تخلف التنظير للاقتصاد الاسلامي وتطبيقه هو سقوطه في شرك نقد الاقتصاد الوضعي، فالكثير من النقاد سقطوا في وحل معرفي عندما قرنوا الاقتصاد الاسلامي بالرأسمالية أحياناً وبالاشتراكية في أغلب الاحيان وتبجحوا بالقول بان الاقتصاد الاسلامي يأتي