حول نشأة التشيع
* الشيخ محمد النيل (السودان)
معنى الشيعة في اللغة
قال ابن منظور: «الشيعة: القوم الذين يجتمعون على أمر،وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة».
وقال الزجاج: «الشيعة: أتباع الرجل وأنصاره».
وقال الازهري: «الشيعة: قوم يَهْوَوْنَ هوى عترة النبي(صلى الله عليه وآله)ويوالونهم».
وقل غلب هذا الاسم على من يتولى علياً وأهل بيته رضوان اللّه عليهم أجمعين، حتى صار لهم اسماً خاصاً، فإذا قيل: فلان من الشيعة، عرف أنه منهم، وأصل ذلك من المشايعة، وهي المتابعة والمطاوعة.
هذا ما جاء في لسان العرب ٨: ١٨٨ و ١٨٩ (مادة شيع).
وفي قاموس المعجم الوسيط: «الشيعة: الفرقة والجماعة... والأتباع والأنصار... ويقال: هم شيعة فلان، وشيعة كذا من الآراء، وفرقة كبيرة من ا لمسلمين اجتمعوا على حب علي وآله وأحقيتهم بالإمامة».
وقد استعمل القرآن الكريم كلمة شيعة بمعنى الأتباع والأنصار، فقال: (وإن من شيعته لإبراهيم).
كيف نشأ التشيع
هناك آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع:
الرأي الأول: يرجع ظاهرة التشيع إلى جذور خارجية، وأصحاب هذا الاتجاه ينحون منحيين مختلفين:
المنحى الأول يحاول نسب الظاهرة إلى أصل يهودي.
ومن المؤرخين والباحثين الذين تبنوا هذا المنحى الطبري في تاريخه، ومحمد فريد وجدي في دائرة المعارف .
قال الطبري في تاريخة: «عن سيف عن عطية عن يزيد الفقعسي قال: كان عبد اللّه بن سبأ يهودياً من أهل صنعاء، أمه سوداء، فأسلم زمان عثمان ، ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم، فبدأ بالحجاز ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشام... ثم قال لهم: لكل نبي وصي ، وكان علي وصي محمد، ومحمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الاوصياء».
وقال محمد فريد وجدي في دائرة المعارف: «كان ابن السوداء (عبد اللّه ابن سبأ) في الأصل يهودياً من الحيرة فأظهر الاسلام، وأراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوقاً ورياسة، فذكر لهم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصياً، وأن علياً وصي محمد».