أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٦)      من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)      من أشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار أجتنب المحرمات. ( نهج البلاغة ٤: ٧ـ ٨ )      رب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)      عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردد شره بالإنعام عليه. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      
البحوث > المتفرقة > دور المجتمع في فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الصفحة

دور المجتمع في فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الشيخ نوري حاتم
يؤدي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة اساسية في حفظ توازن المجتمع الاسلامي، وإبعاده عن الانحرافات الفكرية والسلوكية، وذلك من خلال تأمين الضغوط الاجتماعية والسياسية على الفكر المنحرف، والسلوك الشاذ والقضاء عليه، أو على اقل تقدير تحجيم دوره في الفعل الاجتماعي.
ان هذه الفريضة العظيمة، تشكل احد مراكز القوى في ديمومة الاسلام وبقائه مؤثراً في عمق الشخصية الفردية والاجتماعية، وفي مسار حضارة الامة المسلمة.
ان تأثير هذه الفريضة ينشأ ـ بشكل اساسي ـ من كونها مسؤولية دينية، يجب على كل فرد ـ بنحو كفائي ـ ان يمارسها ويتحرك في ضوئها لتحديد دوره الاجتماعي، ضمن خارطة الخطوط الفكرية والسياسية المتضاربة التي تحاول الاستئثار بالمواقع السياسية المركزية، وتوجيه المجتمع نحو اهدافها.
ورغم أنَّ وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر وجوب كفائي ـ حسب المشهور ـ الا أنا نجد في بعض النصوص عناية خاصة ببعض الفئات الاجتماعية ودورها في هذه الفريضة، فلابد من بيان ذلك، وملاحظة نقاط القوة في التركيز على تلك الفئات. ويمكن استيعاب تلك العنايات الخاصّة ضمن تقسيم المجتمع بلحاظ صِلَتها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الى الأقسـام التالية:
١ ـ دور ولي الأمر والحكومة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
٢ ـ دور العلماء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
٣ ـ دور سائر أفراد المجتمع في ذلك.
ولابد أن نبحث دور هذه الفئات وصلتها في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أولا ـ دور ولي الأمر والحكومة:
ثمّة تأكيد جليّ على دور الحكومة في القيام بمسؤوليات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى ذُكر ان من صفات المؤمنين الذين يتولون الحكم، القيام بتلك المسؤولية، قال تعالى:
( الَّذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )(١).

(١) الحج، الآية ٤١.