افريقيا بين خيارين الاسلام أو الغرب
محسن باك آيين*
ترجمة: عبد الحسن سلمان
ان انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الايديولوجية الشيوعية اسفر عن فراغ فكري في مناطق عديدة من العالم، من جملتها القارة الافريقية. فقبل الانهيار كانت الشيوعية ـ باعتبارها فكرة عالمية ـ قد استطاعت ان تحيل العصبيات العنصرية والقومية (التناحر العصبي والقومي) الى نوع من الوحدة والانسجام المؤقت، وتمنع من بروز الصراعات القبلية والقومية.
وبعد زوال الشيوعية وجدت القومية، الفرصة مناسبة للانتشار ثانية، كما وطرح الاسلام نفسه باعتباره ايديولوجية عالمية فوق كل الاعتبارات والاطر القومية والعنصرية الضيقة، وقادر على توحيد شعوب العالم بكل قومياته.
وقد كان هناك اقبال شديد على الاسلام من قبل كثير من رواد الحقيقة في افريقيا، مما جعل الغرب يفكر بجدية الوقوف بوجه المد الاسلامي، ويطرح فكراً جديداً لسد الفراغ الناشئ عن زوال الشيوعية.
ومن هنا بدأت وسائل الاعلام الغربية، والامريكية خاصة، بالترويج للديمقراطية الغربية والحرية وحقوق الانسان. وبالطبع هناك عقبات ومصاعب تواجه الغرب في تنفيذ سياسته هذه. منها ان الديمقراطية الغربية لا تنسجم مع الثقافة والتقاليد الافريقية. ومن جهة اخرى، فان الديمقراطية وفَّرت فرصة تنمية للإسلاميين لتكريس حالة الانفتاح السياسي لمصلحتهم، وذلك من خلال تأسيس احزاب اسلامية تساهم في دعم وتثبيت المواقع
الاسلامية، والسعي لإقامة الدولة الاسلامية، ومايحدث اليوم في مصر والجزائر خير دليل على ذلك.
وهناك عدد من الشواهد والمؤشرات التي تدلل على قدرة الاسلام في سد الفراغ الايديولوجي الموجود على الساحة الافريقية، نشير هنا الى بعضها:
١ ـ تعد افريقيا القارة الوحيدة، التي يشكل فيها المسلمون النسبة الغالبية من السكان، فـ
(٥٥%)من سكان افريقيا هم من المسلمين، ومع ان عدد المسلمين في آسيا اكثر من