الانبعاث الكبير
خصائص الامام الخميني في الاحياء الديني والاصلاح الاجتماعي*
السيد محمد الخاتمي**
الحديث عن الامام الخميني(رض) صعب بصعوبة الحكم على الانجازات العظمى والافكار الاكبر لجميع صناع التاريخ، فهؤلاء الذين تسنموا اعلى الذرى على مستوى التاريخ، صاروا صناع لوقائع تركت تأثيرها البالغ في مسير الزمن ومساره، ولم يقف بهم انجازهم على مستوى تحرير ذواتهم من مأزق الاهتمامات اليومية الضيقة والمدمرة، بل نهضوا بمجتمعاتهم ايضا ورفعوها صوب القمم السامقة.
ان عمق شخصيات كبيرة كالامام الخميني الذي يعد منشأً لاثار عظيمة في تاريخ الفكر واوضاع البشر، يمكن ان يبقى محتجبا عن انظار الاتباع المعجبين، بحيث تظل عظمتهم الوجودية وراء الستار، وتطغى اصداء مظاهر التحول الحاصل وظواهره، فيصاب الذي يمارس الحكم والفصل بالسطحية ويروح ضحية الرؤية القشرية الساذجة.
هذه المشكلة تستفحل وتصبح اكثر تعقيدا بشأن النهضة التي استطاع قائدها ان يبلغ النصر ويحقق النجاح في حياته; على ان شدة وضعف هذه المشكلة له علاقة مباشرة بعظمة التحول الكائن او ضآلته.
ما اكثر ما بقيت شخصيات كبار قادت المجتمعات البشرية مموهة وراء ستار هالة الاعجاب التي يكنها الاتباع المحبون، او انها تتوارى خلف حجاب سهام الاعداء المطردة وتخرصاتهم، وحتى هتكهم.
والمصداق الواضح لهذه المشكلة يمكن رؤيته بشأن حياة وشخصية قائد الثورة الاسلامية الكبير الامام الخميني (رض)(١).