قيمة كل امرئ ما يحسنه. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      من أطال الأمل أساء العمل. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)      رب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)      العلم وراثة كريمة والآداب حلل مجددة والفكر مرآة صافية. ( نهج ٤: ٣)      إفعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً، فإن صغيره كبير وقليله كثير. ( نهج البلاغة ٤: ٩٩)      
البحوث > المتفرقة > إحياء الهوية الإسلامية في حركة الإمام الخميني الصفحة

احياء الهوية الاسلامية في حركة الامام الخميني*
محمد الثقفي **
ينبغي قبل اي ممارسة اصلاحية تشخيص الامراض والآفات الاجتماعية اولا، ومن ثم يجري العلاج. فمصطلح (التخلف) الذي يطلق اليوم على شعوب العالم الثالث في آسيا وافريقيا لا ينطوي على اي احترام، بل يعد نوعا من التوهين والتحقير، لان (التخلف) و (غير نام) من الكلمات التي توصف بها الامم التي تعيش الضياع، وتطلق عادة على الدول التي لم تتطور صناعيا واقتصاديا قياسا الى الدول المتقدمة في هذا المجال. فالمراد من التخلف اذاً تأكيد الفوارق بين الدول التي لم تتطور اقتصاديا (لاسباب مختلفة) والدول المتقدمة اقتصاديا وتقنيا(١).

خصائص التخلف
ذكر علماء الاجتماع للتخلف عدة خصائص، تعتبر معرفتها ضرورية جدا. وهي تقسم الى خصائص اقتصادية وغير اقتصادية، وفي هذه الدراسة سنبحث مواصفات المجتمع النفسية، الاجتماعية، الثقافية والاقتصادية التي تنطوي على خصوصيات محددة.
١ ـ الارتباط بالشبكة العالمية للاستعمار:
إن احد المواصفات الاساسية للدول المتخلفة، في القرون الثلاثة الاخيرة، هو الارتباط بالشبكة العالمية للاستعمار ولهذه القضية تأثيراتها الكبيرة على التنظيمات السياسية والاقتصادية وهي تلقي بظلالها على التحولات الاجتماعية والفكرية والنفسية. لا سيما ان الاستعمار الحديث اخذ يؤمّن مصالحه عن طريق الصداقة واظهار المحبة لشعوب اسيا وافريقيا. وقد سمي هذا النوع من الاستعمار مؤخرا بـ (النسيم الجديد ـ The new wind)، وسياسة حماية حقوق الانسان(٢).
٢ ـ البنى السياسية غير المناسبة:
المراد من البنى السياسية غير المناسبة هي التنظيمات السياسية التي لا تسمح بمشاركة جماهير الشعب ـ اي المنتجين الحقيقيين للثروة ـ في ادارة البلاد، فزمام الامور في اغلب الدول هو بيد اقلية اقطاعية او نصف اقطاعية، تفرض ارادتها على الناس بالقوة.

* نقلها الى العربية حسن موسى (بتصرف).
** باحث واستاذ جامعي من الجمهورية الاسلامية.
(١) رهنما، مجيد، قضايا الدول الاسيوية والافريقية (مسائل كشورهاي اسيايى وافريقايى)،
طهران، مؤسسة الدراسات والتحقيقات الاجتماعية، ط١٩٦٦، ص٨٤.
(٢) المصدر نفسه، ص٥٠.