المرء مخبوء تحت لسانه. ( نهج البلاغة ٤: ٣٨)      من رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )        من أكثر أهجر، ومن تفكر أبصر. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٨٥)      إفعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً، فإن صغيره كبير وقليله كثير. ( نهج البلاغة ٤: ٩٩)      
البحوث > المتفرقة > النميمة وأثرها في المجتمع الصفحة

النميمة وأثرها في المجتمع
الشيخ عدنان الحسيني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين
لا يخفى على المتأمل في سيرة الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) كثرة الحث على تربية النفس وتهذيبها بالملكات الفاضلة، والتي تعمل على رفع مستوى الإنسان إلى ملكوت الله عز وجل، وإذا نظرنا إلى سيرة علمائنا الأبرار فإنا نجد التأكيد البليغ في كلامهم على بناء القيم الأخلاقية والدينية حتى يتوجه الانسان التوجه الصحيح في حياته الفردية والاجتماعية.
ولقد أكد علمائنا على عملية تخلية النفس من الرذائل وتحليتها بالفضائل والصفات الإنسانية الراقية، وهذا لا يتم إلا بالمعرفة أولاً، وبالمبادرة إلى الرياضات النفسية ثانياً، لذلك قال (صلى الله وعليه وآله) لسرية حربية: (مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس)(١).
جهاد النفس يكون ضد جيش من الأهواء والنزعات والرغبات وسنحاول هنا تسليط الضوء على نوع من هذه الامور إلا وهو النميمة وكفى به فتكاًَ بالدين والمجتمع.
والنميمة من الذنوب القذرة التي دمرت المجتمعات ولا زال هو المرض الخبيث الذي ينخر جسد جميع العلاقات.
فكم من علاقة زوجية ذهبت إدراج الرياح، وكم من صداقة وأخوة أصبحت صريعة هذا السرطان القاتل.
فقد روي عن رسول الله (صلى الله وعليه وآله) أنه قال: (ألا أنبئكم بشراركم ، قالوا : بلى يا رسول الله، قال: المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبراء المعايب)(٢).

(١) ـ الكافي ، الشيخ الكليني ، ج٥ ص١٢.
(٢) ـ الكافي، الشيخ الكليني ، ج٢ ص٣٦٩.