أحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)         الحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)      من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الأحمق بعينه. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )     أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع. ( نهج البلاغة ٤: ٤٩)      
البحوث > المتفرقة > حياة الزهراء عليها السلام العمل والجهاد الصفحة

حيـاة الزهـراء (ع)  : العمـل و الجهـاد
منى عبدالأمير وولاء الحسيني
الولادة
ولدت الصدِّيقة فاطمة الزهراء(ع) في مكة المكرمة، وقد اختلف في تاريخ ولادتها، فقيل أنها ولدت قبل بعثة رسول الله(ص) بخمس سنين، وقيل ولدت في السنة الأولى من البعثة، وقيل ولدت بعد البعثة بخمس سنين وبعد الإسراء بثلاث سنين في ٢٠ جمادي الثاني، والرأي الأخير أكثر أعتباراً من بقية الأراء في ودلاتها.
نشأتها
بعد سنتين من ولادة فاطمة الزهراء(ع) اتفق كبار قريش على كتابة صحيفة تعاقدوا فيها على مقاطعة بني هاشم حتى يدفعوا اليهم رسول الله(ص) ليقتلوه، وتمت المقاطعة حيث حاصروهم في شِعب أبي طالب ثلاث سنين لايصل لهم الطعام الاّ سرّاً، فانفق أبو طالب(ع) ماله، وكذلك فعلت خديجة(ع)، وقد أجهدهم الحصار، وكانت فاطمة معهم تعيش الحصار والمقاطعة، وتعاني من الجوع والأذى والخوف على والدها من القتل، واستمر الحصار ثلاث سنين ثم انتهى بعد أن تعاقد جمع من المقربين من بني هاشم على رفع الصحيفة.
وبعد شهرين من انتهاء المقاطعة توفيت خديجة بنت خويلد وقبلها أبوطالب، فعاشت فاطمة(سلام الله عليها) يتيمة بفقدان أمها وهي لم تكمل عامها السادس، وكان رسول الله (ص) يمنحها الحنان ويسليها ويتسلى بها حتى سميت بأمِّ أبيها.

فاطمة تدافع عن أبيها
لم يكتف المشركون ببثِّ الاشاعات والأستهزاء برسول الله (ص) , فلقد مارسوا
الأضطهاد والأذى الجسدي به وبالمسلمين، حيث كان بعضهم يطرح عليه رحم شاة وهو
يصلي، أو يضعون القاذورات بين كتفيه، وكانت فاطمة(ع) تدافع عن أبيها رغم صغر سنّها وتواجه المعتدين بالأعتراض عليهم والتنديد بأعمالهم، وكانت تمسح التراب والدم عن وجهه