القناعة مال لا ينفد. ( نهج البلاغة ٤: ١٤)      الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)        ليس جزاء من سرك أن تسوءه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      آلة الرياسة سعة الصدر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)        من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه. ( نهج البلاغة ٤: ١٠٦)      
البحوث > المتفرقة > التنمية والإنسان الصفحة

التنمية والانسان
قراءة في المنطلقات والاهداف
بقلم: رئيس التحرير ماجد الغرباوي
خرجت التنمية ـ في عالمنا الاسلامي ـ بفعل التطورات المتلاحقة عن كونها فعلاً ارادياً، أو خياراً يمكن الاستغناء عنه لصالح خيار بديل. لان دول العالم الثالث محكومة ـ كما يبدو ـ بثنائية صارمة، اما التنمية او التخلف، فالتنمية اذاً خيار لا مفر منه للتخلص من حالتي التبعية والتخلف.
والتخلف هو حالة طارئة على المنطقة يمكن التخلص منه وليس صفة ذاتية لها، فهو نتاج سنوات طويلة من السيطرة الاستعمارية، التي استهدفت تحطيم البنى والمقومات الحضارية فيها، حتى تبدت اشلاءً متناثرة.
وكذلك فعل الاستبداد السياسي، وربما الديني في بعض الحالات، على تعميق التخلف وتجذيره، ولاسيما في الحالات التي يكتسي فيها التخلف صفة القداسة، فيتعالى على النقد، وقد يصبح اطاراً مرجعياً لاعادة انتاج المعرفة.
في هذه الحالة تواجه الخطط التنموية واقعاً معقداً يحتاج الى جهود مضنية من اجل تفكيكه واعادة ترتيبه.
وقبل ان نستعرض ـ مكثّفاً ـ التطورات التي تفرض خيار التنمية على دول العالم الاسلامي، تقتضي الاستجابة للمنهج الصحيح التوقف لتحديد المراد من التنمية، هل هو البعد الاقتصادي، اي التنمية الاحادية، كما عليه الغرب، ام المراد التنمية الشاملة لجميع الابعاد، التنمية كهدف حضاري، لابد من تفعيله ؟
ولا شك ان النمو الكمي ليس الهدف الاساس في التنمية رغم اهميته، وانما نقصد التنمية الشاملة القادرة على خدمة الانسان، وتلبية متطلباته المتجددة، وبناء مجتمع حضاري متطور.
اما اهم التطورات التي طرأت على المنطقة فخلقت مستجدات ضغطت باتجاه التنمية كخيار افضل فهي:
أ ـ تطور الحاجات البشرية :
حيث يواجه الفرد المعاصر حاجات شخصية واجتماعية اخذت تتصاعد وتيرتها كلما حقق العلم انجازاً جديداً. فبدأ العالم في ظل التطور العلمي والتكنولوجي عصراً دخلت معه الآلة حياة الانسان حتى ارتهن لها في اغلب مجالات حياته الشخصية والاجتماعية، وصار التفكيك