من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)       لا  تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      ظلم الضعيف أفحش الظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)        خير القول ما نفع. ( نهج البلاغة ٣: ٤٠)        العقل حفظ التجارب، وخير ما جرّبت ما وعظك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢ـ ٥٣)      
البحوث > المتفرقة > الحكومة الإسلامية والحدود السياسية الصفحة

الحكومة الاسلامية والحدود السياسية*
محمد جواد اللاريجاني**
اتفقت دول العالم بدافع المصلحة على احترام حدود كل دولة مجانبة للحروب والمصادمات التي ترفضها الانسانية، على أن تنضبط علاقات الدول خارج الحدود وفق مبدأ احترام السيادة، وعدم التعرّض لأمن الشعوب والحكومات .
في هذه الدراسة يتناول الكاتب المبادئ التي اعتمدتها اهم النظريات القديمة والحديثة في ترسيم الحدود السياسية للدول ومدى مشروعيتها وانسجامها مع الافكار والعقائد التي تعتنقها شعوب العالم. ثم يناقش بعض الاشكاليات التي يمكن ان ترد على سياسة الدول في وضع حدودها.
التحرير

الحدود السياسية المصلحة والتبرير
أ - تنقسم شعوب العالم اليوم الى كتل بشرية متميزة تعرف بـ «الدول»، ولكل من هذه الدول حكومة ومكانة خاصة في الاسرة الدولية، وترتبط بعلاقات مع بقية اعضاء هذه الاسرة. ومن خصائص هذه الدول ان لها ارضاً تعينها الحدود السياسية لذلك البلد. والحدود السياسية في يومنا هذا هي إفرازات احداث تأريخية عديدة جرت على مدى قرون وسنين مضت. ومهما كانت اسباب تلك الاحداث او ما قامت عليه من حق او باطل، فإن اهل الارض قد توصلوا الى مبدأ:«لزوم احترام كل دولة لحدود الدول الاخرى، ومتابعة الحكومات مصالحها خارج الحدود في اطار احترامها لسيادة سائر الدول».
والدليل الاول في تبرير هذا المبدأ هو: «المصلحة»، وغير ذلك يعني الحرب والقتال واراقة الدماء، وهذا ما ينتهي الى الاضرار بالجميع، وإن كان فيه نفع مؤقت لبعض الدول. وعلى هذا الاساس قامت كل المنظمات والقوانين الدولية.
ب ـ وقد وافق المعنيون بعلم السياسة على مبدأ المصلحة المذكور، وسعوا منذ أمد بعيد لايجاد تبرير مقبول لكيفية رسم الحدود السياسية.
وكان الدافع الى ذلك امران، هما:
الاول: لو فرضنا ان جميع الناس قد جعلوا زمام الامور بيد العقلاء، فما هو التقسيم المعقول الذي يمكن ان يكون بديلاً للوضع السابق حينذاك؟
الثاني: ان الحدود السياسية القائمة حالياً هي نتيجة للقوة العسكرية والروح السلطوية

*نقلها الى العربية اياد حيدر.
** رئيس مركز ابحاث مجلس الشورى الاسلامي، استاذ في جامعة طهران.