الامام الخميني واحياء الخطاب الديني
اشاعة المفردات والمفاهيم الدينية*
فرح محمد موسى **
لاشك أن الإمام الخميني (رض) في جهاده المتواصل استطاع أنيحيي الخطاب الديني، وأن يحقق أعظم معجزة في هذا العصر، وإذاكانت هذه الأوراق لا تتسع للحديث عما حققه من انجازات، وما أحياهمن مفردات ومفاهيم، وعن تأثيرات خطابه الديني والسياسي، فإن ذلكلا يمنع من الإشارة إلى ما تميز به خطابه من حيوية وفاعلية وقدرة علىالتأثير في مجتمعات المسلمين والمستضعفين، وقد ارتأينا أن نذكربعض الإشارات الموجزة والكاشفة قدر الإمكان عن مميزات هذا الخطاب وخصائصه.
شهد عالمنا الإسلامي خطابات ومفردات ومفاهيم كثيرة لم تفد في إعادة الحيوية إلى الشعوب الاسلامية، ولم تساهم في تحريرها من أسر الطاغوت، بل زادت في مشاكلها، وحالت دون استقلالها، نظراً لما يشوب هذه الخطابات والمفاهيم من أخطاء وملابسات وتمويهات جعلتها قاصرة عن احداث تغييرات شكلية أو جوهرية في حياة المسلمين.
وهنا نسأل: ما هي الأسباب التي جعلت خطاب الإمام (رض) الديني والسياسي متميزاً وفاعلا وممتداً لدرجة ان جميع المسلمين باتوا واثقين من أن أي تغيير يبقى مستحيلا ما لم تستحضر مضامين ومفاهيم ومفردات خطاب الإمام فيما يسعى المسلمون والمستضعفون لتحقيقه من حرية واستقلال .
لقد أجاب الإمام الخامنئي دام ظله عن هذا التساؤل بالقول: «إن الإمام الخميني (رض) سلك الطريق نفسه الذي سلكه رسول الله (ص) من أجل إعادة الحياة إلى الإسلام، وهو طريق الثورة»(١).
إن نصوص الإمام (رض) وكلماته الخالدة تحفل بالدعوة إلى استحضار الإسلام والاهتداء بما جاء به الرسول (ص) وأهل بيته، لأن الحياة في ظل القرآن والسنة، والثورة على الظلم هما شرطان أساسيان لتحقيق العزة والكرامة والاستقلال، وقد بينت التجارب في التاريخ انه حيث كان الإسلام حياً كانت السعادة والسلامة على مستويات الحياة كافة.