في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال. ( نهج البلاغة ٤: ٤٩)        من أكثر أهجر، ومن تفكر أبصر. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)        اليسير من الله سبحانه أعظم وأكرم من الكثير من خلقه وإن كان كلٌّ منه. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      إذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها. ( نهج البلاغة ٤: ٦٨)      
البحوث > المتفرقة > الثورة الحسينية وتغيير اخلاقيات الهزيمة الصفحة

 الثورة الحسينية وتغيير اخلاقيات الهزيمة
عاشوراء بين منطق النهضة وثقافة البكاء
 آية اللّه السيد محمود الهاشمي الشاهرودي
 كلمة الشهيد السيد محمد باقر الصدر(رحمه اللّه)، القاها سماحة آية اللّه السيد محمود الهاشمي في مكتبة الامام الحكيم العامة في محافظة الديوانية بتاريخ ٢/٧/١٩٧٥م، بمناسبة الموسم الثقافي في عاشوراء، تنشرها (المنهاج) للمرة الاولى، بعد ان صححها وحققها الاخ العزيز الشيخ احمد ابو زيد.
الحمد للّه، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ايها المؤمنون المفجوعون بمصاب امامهم! انكم تعيشون في هذه اللحظات ذكرى الامام الحسين(ع)،ذكرى هذا الامام الممتحن الذي تسلم مسؤولية الامامة واعلاء الرسالة في احرج مرحلة من مراحل المؤامرة، المؤامرة التي دبرتها الجاهلية المبرقعة ضد الاسلام، فان بقايا الجاهلية التي استطاعت ان تلملم نفسها وتجد من الاموية قيادتها، ادركت بوضح انها خسرت جولتها الاولى ضد الاسلام حينما دخلت معه في حرب سافرة، فغيرت من اساليبها ودخلت الحرب ضد الممثلين الحقيقيين للاسلام، ضد على وآل على(ع)، ببراقع مصطنعة من الاسلام الحزين.
وقد تمكنت بذلك ان تكسب المعركة في اطارها العسكري، غير ان الاموية كانت تعرف وتعرف بوضوح ان الانتصار العسكري على الاسلام الحقيقي الممثل في اهل البيت(ع) لايمكن له وحده ان يضمن نجاح المؤامرة في مداها الواسع وعلى الخط الطويل، لان التغلب بالقوة على ارادة امة وابتزازها حقها لايعني نصرا نهائيا ما دام هناك رغم القوة امة تملك ارادتها المقهورة وتعي شخصيتها وتتملل بجراحها بكبرياء، ولهذا اتجهت الاموية بعد انتصارها العسكري عام الاربعين الى اعظم سرقة يمكن ان يمارسها انسان، وماذا اعظم من ان يخطط الانحراف الحاكم يومئذ وعلى راسه معاوية من اجل ان يسرق من الامة ارادتها وينتزع منها شخصيتها وكبرياءها، ليحقق بذلك نصره النهائي، ويضمن له البقاء والامتداد،