الاُنس بالله
السيد عادل العلوي
المقدّمة (١) :
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمّد وآله الطاهرين . اللّهم أنطقني بالهدى وألهمني التقوى .
قال مولانا وإمامنا العسكري (عليه السلام) : ( من استأنس بالله استوحش من الناس ) .
في رحاب ميلاد مولانا الإمام العسكري (عليه السلام) اُقدّم أحرّ التهاني وأزكى التبريكات إلى مولانا وإمامنا الثاني عشر صاحب الزمان الحجّة بن الحسن (عليه السلام) وأرواحنا فداه وعجّل الله فرجه الشريف وإلى الاُمّة الإسلامية ، والإخوة الحضور العلماء وأهل العلم الكرام بمناسبة ميلاد العسكري الأغر ، ونستلهم في هذه الليلة المباركة من روحه الزكية ونفسه القدسية بيان ما جاء في كلمته القصيرة ، الموجزة في الألفاظ ، العظيمة في المغزى والمحتوى والمعنى ، فإنّها وإن كانت مختصرة الحروف إلاّ أ نّها تحمل المعاني السامية والمفاهيم القيّمة ، فإنّ كلام الإمام إمام الكلام ، دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق . وكلام الأئمة الأطهار نور ، له بواطن ووجوه كما للقرآن الكريم ، كما ورد هذا المعنى في الأخبار الشريفة .
وأقصد من شرح الرواية التي تلوتها في مطلع الحديث ، فتح آفاق جديدة أمام طلبة العلوم ، ليفكّروا من بعد ويتعمّقوا وينظروا بكل دقّة في روايات أهل البيت (عليهم السلام) فكلّ كلمة منهم تحمل كتاباً قطوراً ، فإنّها كالبحر المتلاطم الأمواج بالعلم والمعرفة ، فيها الدرر الثمينة واللآلئ القيّمة ، يقف عليها من غاص في بحارها ، وأسبر في أعماقها .
بيان الحديث :
أمّا شرح الرواية الشريفة فعلينا أن نبيّن أوّلا كلماتها ومداليلها ، ثمّ ما تحمل الكلمات من المعاني التي يمكن أن تكون مقصودة ومرادة .