بحث حول الصابئة
السيد علي الخامنئي
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين ، والصلاة على سيدنا محمد وآله الطاهرين .
ان القول بجريان احكام أهل الذمة او عدم جريانها على الصابئة يحتاج الى زيادة فحص في ادلة الحكم ، وأيضاً الى بحث وتتبع جادين في معرفة الموضوع ، اذ ان عمدة الاشكال في حكمهم ناشىء من عدم المعرفة بحالهم وحقيقة دينهم واعتقادهم ، ولا بد اولا من نقل ما قيل فيهم .
قال الشيخ المفيد ( ١ ) : ( وقد اختلف فقهاء العامة في الصابئين ، ومن ضارعهم في الكفر ، سوى من ذكرناه من الاصناف الثلاثه ، فقال مالك بن انس والاوزاعى : كل دين بعد دين السلام سوى اليهودية والنصرانية فهو مجوسية وحكم أهله حكم المجوس ) .
ثم استمر في نقل الاقوال في تسويتهم مع المجوس ، ثم قال رحمه الله : ( فاما نحن فلا نتجاوز بايجاب الجزية الى غير من عددناه ، لسنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيهم والتوقيف الوارد عنه في احكامهم ) .
ثم قال رحمه الله في مقام استبعاد ما ذكره القوم من تسوية الصابئة للمجوس : ( فلو خلينا والقياس لكانت المانوية والمزدكية والديصانية عندى بالمجوسية اولى من الصابئين ، لانهم يذهبون في اصولهم مذاهب تقارب المجوسية وتكاد تختلط بهما ) .
ثم ذكر بعض النحل المهجورة ، وبين قربها من النصرانية او من مشركى العرب ، ثم قال رحمه الله : ( فاما الصابئون فمنفردون بمذاهبهم ممن عددناه ، لان جمهورهم يوحد الصانع في الازل ، ومنهم من يجعل معه هيولى في القدم صنع منها العالم ، فكانت عندهم الاصل . ويعتقدون في الفلك وما فيه الحياة والنطق وانه المدبر لما في هذا العالم ، والدال عليه ،