الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه. ( نهج البلاغة ٤: ٦)      ربّ قولٍ أنفذ من صول. ( نهج البلاغة ٤: ٩٤)        بئس الطعام الحرام. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)       كفى بالقناعة ملكاً وبحسن الخلق نعيماً/ نهج البلاغة ٤: ٥١.      
البحوث > المتفرقة > تساؤلات حول نظرية الإدراك الحسي عند فلاسفتنا المحدثين الصفحة

تساؤلات حول الإدراك الحسّي عند فلاسفتنا المحدثين
الشيخ مصطفى اليحفوفي
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
علم المعرفة واحد من أهم الحقول في مجال الدراسات الفلسفية المعاصرة، فهو يشكّل الركيزة الأساس لكل علم آخر، ولكل عقيدة يعتنقها الإنسان، فلا يمكن لأي بناء نظري أن يستقيم إلا إذا كان قائماً على أساس وجهة نظر معينة في علم المعرفة.
فمن غير الممكن منطقياً لمنكر وجود العالم الموضوعي -مثلاً- أن يؤسس علماً للفيزياء يبحث قوانين عالم المادة، بينما هو ينكر أصل وجود هذا العالم، كما أنه من غير الممكن أيضاً لمن يسلّم بوجود العالم الموضوعي ولكنه ينكر إمكانية المعرفة -مثلاً- لا يمكن له أن يتبنّى أيّ موقف نظري يتعلق بهذا العالم، إذ ما دام قد أنكر إمكانية المعرفة الموضوعية على الإطلاق، فمن التناقض أن يدّعي بعد ذلك معرفة موضوعية بهذا الأمر أو ذاك.
ثم إن المسائل التي تدور حولها الأبحاث الفلسفية في علم المعرفة عديدة متنوعة، وذلك من قبيل البحث في حقيقة الإدراك وتحديد ماهيته، وكالبحث عن المصدر الذي تنشأ منه تصوراتنا وتصديقاتنا، وكذلك البحث عن قيمة معلوماتنا ومدى مطابقتها للواقع الخارجي، ومنها البحث عن المعيار في صحة إدراكاتنا وعدم صحتها إلخ …
وبحثنا هذا ينتمي إلى ميدان علم المعرفة، ولكن موضوعه محدد في نقطة واحدة، وهذا بيانها:
حدود البحث:
قسّم الفلاسفة الإسلاميون العلم الحصولي إلى قسمين هما: التصور والتصديق.
ففي قولنا مثلًا (السماء ماطرة): نتصور السماء، ونتصور المطر، ونتصور أيضًا النسبة  بين السماء والمطر.