لا يَصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده. ( نهج البلاغة ٤: ٧٤)      ترك الذنب أهون من طلب التوبة. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)        ليس جزاء من سرك أن تسوءه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال. ( نهج البلاغة ٤: ٤٩)      العلم خير من المال، والعلم يحرسك وأنت تحرس المال. ( نهج البلاغة ٤: ٣٦)      
البحوث > المتفرقة > الشهور القمرية وعلاقتها بالتقاويم حضارياً الصفحة

الشهور القمرية وعلاقتها بالتقاويم حضاريًا
وارتباطها بالمناسبات والأعياد في الديانات السماوية(١)
المهندس محمد علي صائغ*
التقويم:
التقويم هو نظام لحساب الفترات الزمنية الطويلة مبين فيه ترتيب معين لحساب الأيام في السنة ومحدد فيه العصر الذي يبدأ منه حساب السنين.
لقد بدأ تاريخ التقاويم منذ زمن بعيد، فإذا رجعنا إلى العصور السحيقة أمكن القول أنه لم يكن هناك أي تقويم لدى الإنسان البدائي، وأن ملاحظة بعض القبائل المعاصرة التي لم تخرج بعدُ من حالاتها البدائية يؤيد ذلك، فمثلًا في غابات وسط استراليا وفي الغابات الاستوائية في إندونيسيا وفي أمريكا الجنوبية يعيش حتى يومنا هذا بشر لا يعرفون كيفية زرع الأرض ولا يعرفون الأواني الطينية وليست لديهم أي فكرة عن الحساب المنتظم للوقت.
وفي البداية لم تكن المتطلبات من حساب الزمن وطرق قياسه دقيقة، وقد قام السلافيون والشعوب الأخرى التي كانت تعمل بالزراعة بتحديد طول السنة بالفترة الزمنية ما بين حصادين، أما هنود أميركا فكانوا يقيسون السنة بظهور الجليد، وباستراليا كانت السنة تحدد تبعا لحلول فترة سقوط الأمطار..
وقد استلزم تطور الزراعة بالريّ وظهور الدول وزيادة المدن وتوسّع العلاقات تحسين وزيادة دقّة حساب الزمن، وظهرت التقاويم القمرية عند بعض الشعوب في هذه المرحلة من التطور الحضاري.
وقد ظهر الحساب المنتظم إلى حدّ ما مع تعقد الحياة الاجتماعية المرتبط بتطور زراعة الأرض وتربية الماشية واستخدام السفن. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تم تقسيم هذا المقال إلى قسمين، ينشر القسم الأول في هذا العدد، على أن ينشر القسم الثاني في العدد التالي بعون الله تعالى.
* باحث في الهيئة والمواقيت والأهلة.