ابن الإنسان في الإنجيل
الشيخ حاتم إسماعيل*
إن كلمة [ابن الإنسان] من الكلمات التي تكرّر ورودها في الأناجيل الأربعة، إلى حدّ قد لا يمر إصحاح (فصل), أو صفحة دون ورودها فيها، وقد ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بمفهوم الملكوت الوارد في الأناجيل.
ومن المتسالم عليه بين المسيحيين، أنه أريد بها في كافة موارد استعمالها شخصُ السيد المسيح (عليه السلام)، حتى صارت من أهم ألقابه في الذهن المسيحي، ولم نرَ أحدًا منهم أشار, أو احتمل إرادة غيره منها في أي مورد من الموارد.
ولقد اتفق المسيحيون على أن السيد المسيح (عليه السلام) هو الذي اختار هذا اللقب لنفسه، وأنه كان أحب الألقاب إلى نفسه الشريفة، حتى أنه [عندما كان يخاطب بلقب المسيح كان يستبدله بلقب ابن الإنسان](١).
وقد فضّلت الجماعة المسيحية الأولى هذا اللقب, على سائر الألقاب التي أطلقت عليه (عليه السلام),من أمثال الربّ وابن الله وغير ذلك(٢).
وفي هذا المجال تطرح أمام الباحث عدّة أسئلة، لا بدّ من معالجتها، والوقوف عندها، في محاولة معرفة ما تنطوي عليه هذه الكلمة، وما ترمي إليه، وأهم هذه الأسئلة هي:
١- ما هو المعنى المراد من كلمة ابن الإنسان؟
٢- لماذا أصرّ السيد المسيح (عليه السلام) على استخدامها في مختلف الموارد، مفضلاً لها على سائر الألقاب التي أطلقت عليه؟
٣- وهل السيد المسيح (عليه السلام) هو المراد منها حصرًا، في كافّة الموارد المذكورة في الأناجيل، أم أنها تدل على غيره من الناس؟ وعلى الفرض الثاني لا بد من مطالعة النصوص، لنتبين ما إذا كانت تدل أو تشير إلى شخص أو أشخاص معينين أو لا؟