ربما كان الدواء داءّ والداء دواء. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)        ليس جزاء من سرك أن تسوءه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)        أحسن كما تحب أن يُحسن إليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      الطمع رق مؤبد. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)        خير القول ما نفع. ( نهج البلاغة ٣: ٤٠)      
البحوث > المتفرقة > الإمامة والحياة الصفحة

الإمامة والحياة
الشيخ علي ياغي
 مدخل:
على مدى الزمان الذي عمَر فيه الإنسان هذه الأرض وتقلّب على وجهها، كانت تواجهه المتاعب وتتحدّى إرادته المصاعب، يتغالب معها، وقلّما استطاع أن يغلبها، فهو في خوضٍ دائم، لا يخرج من عثرةٍ حتى يقع في أخرى، فعلى مختلف صُعُد الحياة، السياسي منها والاجتماعي والاقتصادي والتنظيمي العام، لم يهتدِ هذا الإنسان إلى طريق الاستقرار وإلى مدخل الحياة الخالية عن العقبات... حتى يُخيَّل لهذا الإنسان، أن اللااستقرار وعُقَد الحياة وكثرة متاعبها ومصائبها، هي قدر مقدور في لوح مسطور، سيّما وأن للتاريخ - فضلاً عن مشاهدات الزمن الذي نحياه - حكاياته التي لا تتسع لها الطوامير عن العثرات والهنَات المميتة، والتهالك في مسيرة هذا الإنسان على وجه الأرض، مع أن نيّة الاستقرار وحبّ الطمأنينة والميل إلى الحياة الوادعة هي سمة الإنسان وأمنيته ورغبته.
وبين هذه النية والرغبة والميل، وبين الواقع الذي عليه حياة الإنسان في مسيرته المعذّبة، يمكن أن نطرح هذا السؤال:
هل بالإمكان أن نعيش الحياة على وجه الأرض، أم أن الحياة بالمعنى الذي نتوق إليه، هي أبعد من الأسباب الموجودة في هذه الحياة الدنيا؟
هذا ما نحاول الإجابة عليه، ومن الله نستمد العون.
نظرتان إلى الحياة:
إحدى النظرتين: نقصرها في جانب الأسباب المعِدَّة للحياة، والمهيِّئة لظروفها والمنتِجة لمعناها الذي نتوق إليه.

* مبلّغ ديني ومدرّس في الحوزة العلمية .