بئس الطعام الحرام. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      من تذكر بعد السفر استعد. ( نهج البلاغة ٤: ٦٨)        رب ساعٍ فيما يضرّه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه. ( نهج البلاغة ٤: ٦)        ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)      
البحوث > المتفرقة > الكتابة رسالة وأسلوباً الصفحة

الكتابة رسالةً وأسلوبًا
الشيخ حسين قازان*
يندفع بعض الكتّاب إلى الكتابة بكل قوّة وحماس، سواء في ذلك رجال الفكر والأدب، أو علماء الدين والإصلاح، ويمكن القول بأن الكتابة قد كثرت في عصرنا، وامتلأت بها دور النشر وزُخرِف بالمؤلفات ألافُ المكتبات الخاصّة والعامّة، وممارسة الكتابة كغيرها من المهن والاتجاهات الفكرية والأدبية التي يختارها أصحابها كالخطابة، وقراءة السيرة الحسينية، وإنشاد الشعر ونظمه، والتمثيل والغناء، وقيادة العباد والبلاد.
الكتابة واختلاف دوافعها
ومما لا شك فيه أن الدوافع النفسية والبشرية تختلف من إنسان لآخر حسب الأهداف الشخصية، والغايات الكامنة في ذات كل فرد، والفلسفة والقناعات التي تتكوّن منها شخصيّة الكاتب والخطيب والشاعر ورجل الفنّ والسياسة وغيرهم.
فمن قَصَر نظره على هذه الحياة، وآمن بها الإيمان المطلق، واعتبرها البداية والنهاية، وامتلأ قلبه بحبّها، وغفل عن الغاية التي خلقه الله تعالى من أجلها، ونسي أو تناسى بأن الحياة الدنيا هي دار الفناء والاختبار والابتلاء ليسجّل كلّ فرد منّا أقواله وأعماله وآراءه وتفكيره في صحيفة أعماله، وليحتفظ بها الملائكة الكرام الكاتبون، ويضعونها أمام الخالق العظيم عند نهاية العمر، ومجيء الأجل.
إن من يقصر نظره على هذه الحياة يحوّل كلّ عمل من أعماله تقرّبًا إليها، ويسخّر كل طاقاته وإمكاناته في سبيل الحصول عليها، فيصلّي لأجلها، ويكتب ويخطب ويعظ ويقرأ القرآن بالصوت الحسن الجميل، وينشد الأشعار المبكية والمؤثّرة على سيد الشهداء وأهل البيت (عليهم السلام)، كل ذلك من أجل الحصول على الدنيا، والفوز بما فيها من شهوات وملذّات وممتلكات.

*عالم عاملي.