المواقيت والأهلة ومدى تأثّرها بالظروف الجويّة وبالارتفاع عن سطح البحر
المهندس محمد علي صائغ *
الشروق والغروب
تعتمد مواقيت الصلاة على موقع الشمس في الفضاء بالنسبة للراصد على الأرض، فأوقات الشروق والغروب والظهر (زوال الشمس) مرتبطة بشكل مباشر بالموقع الظاهري للشمس.
كما وأن تحديد أول وقت الفجر وأول وقت العشاء يعتمد على حركة الشمس وموقعها بشكل غير مباشر.
ومن الناحية العلمية يمكن تحديد الموقع الحقيقي للشمس بغاية الدقة في أي وقت من اليوم، ولكن هذا شيء والموقع الظاهري شيء آخر.
والمقصود بالموقع الظاهري: الموقع المرئي (وهو الذي نشاهده وعليه المناط في تحديد الشروق والغروب)، إذ يوجد فرق طفيف بينهما نتيجة لبعض المؤثرات التي تدخل في الحسابات، ومن أهم هذه المؤثرات الانكسار الضوئي، والذي يعتمد بدوره على المتغيرات الجوية، مثل حرارة الهواء وكثافته وضغطه ونسبة الرطوبة وارتفاع المكان، كما يتأثر الانكسار الضوئي بالأحوال النسبية من حيث نوعية الهواء ودرجة تلوثه، وقد وُجد في مدن معينة من الهند أن الانكسار الضوئي الأفقي أقل بمقدار ثلاثة دقائق قوسية من متوسط القيمة المعمول بها، وهي أربعة وثلاثين دقيقة قوسية، وهكذا فمن المتوقع حدوث تغيرات من موقع لآخر، وهذا ما يؤدي إلى تغيير محلي في المواقيت كما سيأتي.
ولكن ما هي العوامل المؤثرة على الانكسار؟ وهل توجد عوامل أخرى تؤثر على التبكير في رؤية حافة قرص الشمس العليا صباحًا إيذانًا بشروق الشمس، أو التأخير في غروبه إيذانًا بغروب الشمس المرئي؟.