إتق الله بعض التقى وإن قل، واجعل بينك وبين الله ستراً وإن رق. ( نهج البلاغة ٤: ٥٤)      الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله. ( نهج البلاغة ٤: ٥٧)      صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام. ( الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). ( نهج البلاغة ٣: ٧٦)        اليسير من الله سبحانه أعظم وأكرم من الكثير من خلقه وإن كان كلٌّ منه. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)        الرزق رزقان: رزق تطلبه ورزق يطلبك، فإن أنت لم تأتِه أتاك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)      
البحوث > المتفرقة > التمهيد ليوم الغدير الصفحة

التمهيد ليوم الغدير
السيد جعفر مرتضى*
بيان أمر الإمامة:
إن بيانات النبي (صلى الله عليه وآله) لإمامة علي (عليه السلام), قد كثرت وتنوعت, حيث إنه (صلى الله عليه وآله) قد نص عليه وأشار إليه:
قولاً وفعلاً, وتصريحًا وتلويحًا, وترغيبًا وترهيبًا، وما إلى ذلك.
رفض قريش والمهاجرين:
ولكن كانت هناك فئات من الناس تسعى دون كلل أو ملل لتضييع جهود رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا السبيل، عن طريق إثارة الشبهات والشكوك، وحياكة المؤامرات، وإطلاق الشائعات, وبغير ذلك من أساليب.
وقد صرحت النصوص: بأن قريشاً كانت هي رائدة هذا الاتجاه، وهي التي كانت تتصدى وتتحدى كما أوضحنا في كتابنا «الغدير والمعارضون».
وقد أعلنت صراحة عن رفضها لهذا الأمر حين خطب النبي (صلى الله عليه وآله) الناس في حجة الوداع قبل يوم الغدير بأقل من عشرة أيام..
فقد ذكر المؤرخون: أنه (عليه السلام) خطب الناس بعرفات أو بمنى, أو في المسجد، أو تكرر منه (صلى الله عليه وآله) ذلك في جميع هذه المواضع(١).
فلما قال: لا يزال هذا الدين عزيزًا ظاهرًا, حتى يملك اثنا عشر كلهم.. لغط القوم وتكلموا, فلم أفهم قوله بعد «كلهم», فقلت لأبي: ماذا قال؟             
قال: كلهم من قريش..

*إستاذ في الحوزة العلمية وعالم محقق.
(١) قد ذكروا: أنه «صلى الله عليه وآله» قد خطب الناس خمس مرات في حجة الوداع.