ربّ قولٍ أنفذ من صول. ( نهج البلاغة ٤: ٩٤)        الإعجاب ضد الصواب وآفة الألباب. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)        حفظ ما في الوعاء بشد الوكاء. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      من كتم سره كانت الخيرة بيده. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      ظلم الضعيف أفحش الظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      
البحوث > المتفرقة > النية الخطوة الأولى في السلوك الى الله الصفحة

النِيَّة الخطوة الأولى في السلوك إلى الله
الشيخ محمد صالح الفقيه
استفاضت الأحاديث الشريفة المأثورة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وعن أهل البيت الأطهار (عليهم السلام) في موضوع النية، منها ما يُنبّه على أن عمل الإنسان الذي هو عماد وجوده، إنما يُقيَّم عند الله بلحاظ النية، ومنها ما يُبيّن خطر النية في نفسها مع غضّ النظر عن العمل، فيحثّ على نية الخير ويجعلها بمثابة العمل بل أفضل منه، ويحذّر من نية الشر ويظهر أنها سبب خلود أهل المعاصي في النار، ومنها ما يوضح أن أساس العمل ومقدمته هو النية، ومنها غير ذلك، ويجمعها الحديث المشهور عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) من قوله: (إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى)(١).
١- تعريف النية
والنية هي عبارة عن فعل من أفعال النفس وهي عقد القلب على القيام بفعل أو عدمه، فلا تحتاج إلى مزيد مؤونة، إذ لا تستلزم جهدًا جسديًا ولا تحتاج لبذل مادي، وإنما تتوقف على تصورات ذهنيّة لما يترتب على وجود الفعل في الخارج من المصالح التي تستتبع الرغبة والشوق إلى إيجاده، أو المفاسد التي تصدّ عن ارتكابه.
٢- النية أهم من العمل
وقد يتوهم أن النية بهذا الحدّ لا أهمية لها إذ لا أثر لها خارجًا، لأن المصالح والمفاسد إنما تترتب على الوجود الخارجي للأفعال، فالصلاة هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وفعل الخيرات هو الذي يصلح المجتمع، وليس مجرد النية، وكذا ارتكاب المحرّمات هو الفاحشة والظلم والفساد وليس مجرد نية ارتكابها.
ولذا فإن من يطلع على مضامين الأحاديث المتعلقة بالنية، قد يهوله الاهتمام البالغ الذي تعيره الشريعة لها، حيث تجعلها في مصافّ العمل بل أفضل. فقد ورد عن الإمام عليّ (عليه السلام): (النية الصالحة أحد العملين)(٢).

(١) وسائل، آل البيت: ١/ ٤٩، ب٥ من أبواب مقدمة العبادة، ح١٠.
(٢) ميزان الحكمة، الريشهري، دار الحديث، ط١: ٤/٣٤١٥.