أكرم الحسب حسن الخلق. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      كثرة الإطراء تحدث الزهو وتدني من العزة. ( نهج البلاغة ٣: ٨٨ )     كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)      من أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ ـ ٨٢ )      
البحوث > المتفرقة > دور الخط العربي في تطوير وسائل الكتابة الصفحة

دور الخط العربي في تطوير وسائل الكتابة
د. محمد إسماعيل بغدادي

مقدمة
تعتبر اللغة العربية من اللغات الحية في العالم، وقد توجهت إليها أنظار الباحثين على مرّ العصور باعتبارها لغة القرآن الكريم {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}(١).
وكان العرب يفخرون بلغتهم لأنها تجمع بين الفصاحة والبلاغة وحسن التعبير، أضف إلى ذلك أنها لغة تعتمد على الحرف والتشكيل بالحركات.
وقد مرت هذا اللغة بمراحل عديدة من التطور، فأعجمت حروفها، ومن ثم أرسيت قواعدها الإعرابية ورتبت بحيث أصبح يسهل على المتعلم تلقيها، ثم اهتم العرب بكتابة الخط العربي وأنشأوا المدارس المتخصصة بتدريس هذا العلم وظهر الإبداع عبر التاريخ في اختراع العديد من الخطوط.
وكان الحكّام يعتمدون على الخطاطين والنسّاخ في حفظ التراث وتقدم الحضارة، واستعانوا بهم في مراسلاتهم وفي التدوين والترجمة، وكان الخطاطون في بادئ الأمر يكتبون على الجلد وورق النبات إلى أن تفتقت عبقرية الإنسان الصيني عن اكتشاف صناعة الورق، فاستفاد العباسيون عند فتحهم لتلك البلاد من هذه الصناعة ونقلوها إلى بلادهم، واعتبرت هذه الصناعة في حينها إنجازًا لا يضاهيه اليوم إلا ثورة الكمبيوتر والمعلوماتية، فازدهرت الكتابة وكثر التأليف خاصة بعد أن توصل العرب إلى سر صناعة الورق(١).
وعلى هذا الأساس طوَّر الخطّاطون والنسّاخ أساليبهم وأقلامهم واعتمدوا على هيكلية جديدة للخط العربي تتسم بالمرونة والطواعية مما جعله قادرًا على التلاؤم مع الخامات الجديدة والمختلفة، وربما كانت هذه أول خطوة في طريق انتقال الخط العربي من طوره الأدنى إلى أطواره الوظيفية الجمالية الأعلى(٣).

(١) يوسف الآية ٢.
(٢) منير الشعراني، ليست المشكلة في الخط العربي أو الكمبيوتر، مجلة العربي، ع٤٧٠، وزارة الإعلام بدولة الكويت ١٩٩٨، ص١٦٤.
(٣) المصدر نفسه.