خالطوا الناس مخالطة إن متم بكوا عليكم وإن عشتم حنّوا إليكم. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      أشد الذنوب ما استهان به صاحبه. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)        حفظ ما في الوعاء بشد الوكاء. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      لن تقدّس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع. ( الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). ( نهج البلاغة ٣: ١٠٢)      
البحوث > المتفرقة > الامامان العسكريان عليهما السلام الصفحة

الإمامان العسكريان(عليهما السلام)
قراءة في عصرهما، ودورهما في مواجهة الأحداث
الأستاذ حسن جابر

إطلالة على واقع التاريخ
مما لا شك فيه أن التصدّي الموضوعي لكتابة التاريخ ليس من الأمور السهلة التي تُتناول كيفما اتفق، حتى مع وجود العصبيات والعواطف والميول التي تلغي عدالة الراوي أو الناقل أو المؤرّخ.
وغالبًا ما كانت تتم عملية التعرّض للتاريخ بشكل افتراضي، وأحيانًا موجّه لخدمة سياسيات الحكّام، وتحت تأثير الأهواء الحزبية والعصبية.
وكم من المؤرخين راح "... يكتب تاريخه بمجموع عواطفه، وسائر مرتكزاته، وبخاصة في الحوادث التاريخية التي تقترن بخلافٍ بين جماعتين..."(١).
وعمليًا حينما نريد استلهام تاريخنا الإسلامي نجده على صورة ما تقدّم، لماذا ؟
... "لأن الأشخاص الذين كانوا يعيشون تلك الأزمنة، إنما عاشوها بصفتها حياة عادية، لا يُعيدون فيها النظر ولا يتعمّقون بأسبابها ونتائجها..."(٢).
في ظل هكذا أجواء من التأريخ تمَّ التعرّض لسيرة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وأهل بيته (عليهم السلام)، فوُضع (صلى الله عليه وآله) في دائرة زمنية محدّدة من التاريخ، ورافق ذلك محاولات مغرضة ومتعمّدة لجعل الأئمة (عليهم السلام) في دائرةِ التنازعِ على الحكم، فلما لم يستطيعوا الحصول على حظّ وافرٍ من التأييد والدعم أُبعدوا وأُقصوا عن ساحة عملهم

(١) تاريخ الغيبة الصغرى، محمد الصدر، ص ٢٦، دار التعارف، ط ١٩٨٢.
(٢) المصدر السابق، ص٢٦.