من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)        رب ساعٍ فيما يضرّه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)        لا تقل ما لا تعلم وإن قل ما تعلم. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      اتقوا ظنون المؤمنين، فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٧٣)      
البحوث > المتفرقة > السفارة في زمن الغيبة الصغرى الصفحة

السفارة في زمن الغيبة الصغرى
الشيخ أحمد صمادي
مقدمة
ولد الإمام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه) ليلة النصف من شعبان سنة ٢٥٥هـ، وعاش في كنف والده الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) مُغيَّبًا عن الأنظار إلا عن الخُلّص من أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، واستلم الإمامة بعد شهادة والده (عليهما السلام) يوم ٨ ربيع الأول سنة ٢٦٠هـ وله من العمر أربع سنوات وما يقارب السبعة أشهر، وقد شاءت حكمة الله تعالى أن يغيب عن شيعته ومواليه لأسباب لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى، وإن كشف الأئمة (عليهم السلام) بعض تلك الأسباب لإقناع السائلين عن ذلك كما سيأتي، وبما أن الغيبة التامة شديدة الوقع على أتباع أهل البيت ومواليهم، فلذا كانت للقائم (عجل الله فرجه) غيبتان، والأولى منهما -والتي عرفت بالصغرى- تمهيد للكبرى التامة.
روى الكليني (أعلى الله مقامه الشريف)، في كتاب الكافي، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: للقائم غيبتان، يشهد في إحداهما المواسم، يرى الناس ولا يرونه(١).
وقد أعدّ النبي وآله (عليهم السلام) لإمامة الإمام الثاني عشر (عجل الله فرجه)، ومهّدوا لغيبته التي هي من أبرز خصائص الإمام الحجة (عجل الله فرجه)، فكان ما ورد من الرسول والأئمة الأطهار (عليهم السلام) في هذا المورد، عبارة عن عملية تعبئة نفسيّة للأمة الإسلامية لاستقبال هذا الحدث المهم: حدث الغيبة، وتفاصيله، وخصائصه.
وسنتناول في بحثنا هذا، واحدًا من الأمور التي ترتبط بالإمام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه)، وبحقبة من تاريخه الشريف، وهو قضية السفارة في الغيبة الصغرى.

مفهوم السفارة والسفير
السفير هو: من يحمل شيئًا مِمّن يرسله إلى المُرسل إليه ومنه قوله تعالى {بِأَيْدِي

(١) الكافي الشيخ الكليني: ١/٣٣٩، تحقيق وتعليق علي أكبر الغفاري، ط٣، ١٣٦٧هـ، نشر دار الكتب الإسلامية، طهران، تصحيح الشيخ محمد الآخوندي .