الحدة ضرب من الجنون، لأنّ صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم. ( نهج البلاغة ٤: ٥٦)      أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع. ( نهج البلاغة ٤: ٤٩)      لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      ترك الذنب أهون من طلب التوبة. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)      قدر الرجل على قدر همته. ( نهج البلاغة ٤: ١٣)      
البحوث > المتفرقة > الدين الحق في نصوص أهل الكتاب الصفحة

الدين الحق في نصوص أهل الكتاب
الشيخ حاتم إسماعيل

بداية
لا تزال مسألة مقارنة الأديان تثير الكثير من الإشكاليات حول الدين الحق، وقد سعى أتباع كل دين إلى نصرة دينهم،
من خلال النصوص المقدسة لدى الدين الآخر، وتجلّت هذه الظاهرة بأبهى صورها بين الإسلام والمسيحية، نظرًا لانفتاح كل منهما على دعوة الناس للإيمان به واتّباعه.
إن من الطبيعي أن يستند المتأخر -في إثبات حقانيته- إلى نصوص الدين السابق، استنادًا إلى أن الدين السابق يشتمل -بشكل أو بآخر- على إرهاصات وبشائر تتحدث عن الدعوة التالية، ما دام الكل يربطون أنفسهم بالله تعالى، وأن الدين كله حلقة مترابطة يكمل بعضها بعضًا.
وهذا ما حصل في المسيحية، التي قامت ركائزها على قوانين ونصوص العهد القديم، وعمل المسيحيون على الاستفادة من هذه النصوص في إثبات صحة ديانتهم.
ونفس الأمر حصل بالنسبة للإسلام المتأخر عن الديانتين، فقد استند في الكثير من المواضع إلى نصوص العهدين لإثبات حقانيته أيضًا، لكن لا بمعنى أن صحة الإسلام متوقفة على تصديق تلك النصوص، بل بمعنى إلقاء الحجة على من يؤمنون بها، بعد ملاحظة الظروف التي أُنزل القرآن الكريم بها، وبيان وحدانية الدين عند جميع الأنبياء (عليهم السلام) .
بل لقد صرحت بعض الآيات القرآنية الشريفة أن أهل الكتاب يعرفون نبي الإسلام  (صلى الله عليه وآله)  كما يعرفون أبناءهم(١)، وأنهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل(٢).
موقف أهل الكتاب
وقد ثارت ثائرة علماء أهل الكتاب، وعملوا على تكذيب هذه الحقائق القرآنية، تارة بإنكار إشارة الأسفار المقدسة إلى النبي الأعظم  (صلى الله عليه وآله) ، والتصريح باسمه وصفته.

(١) سورة البقرة، آية:١٤٦
(٢) سورة الأعراف، آية:١٥٧