الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      رب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)        لا تظلِم كما لا تحب أن تُظلَمَ. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      إذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها. ( نهج البلاغة ٤: ٦٨)      الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      
البحوث > المتفرقة > جوته الشاعر الالماني الكبير والإسلام الصفحة

جوته (الشاعر الالماني الكبير) والإسلام
د. حسن جعفر نور الدين
في التراث العالمي رجال كثيرون من ديانات مختلفة أسلموا أو كادوا يدخلون الإسلام، بعد تفكير عميق عاشوه متقلّبين متأمّلين بين ما هم عليه وبين ما رأوه وسمعوه وثقفوه من خلال دراساتهم واطلاعهم على حياة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وتعاليم وقِيم الإسلام العظيم، ومن هؤلاء شاعر ألمانيا الملهم يوهان فدلفجانغ جوته، الذي شغله الشرق بكل ما فيه من أدب وشعر وتقاليد وقيم سمحاء ودين سماوي عظيم، فمن هو جوته ؟
حياته وثقافته(١)
ولد جوته في ٢٨ آب سنة ١٧٤٩م في مدينة فرانكفورت الألمانية، ومن أسرة مترفة مثقفة.
تلقى علومه الأولى على والده، ومن ثم على أساتذة كانوا يأتون إلى منزل الأسرة، فتعلّم الفرنسية والإنكليزية واليونانية واللاتينية والعبرية والإيطالية، علاوة على لغته الأم.
عندما بلغ السابعة عشرة أرسله أبوه إلى جامعة [لايبنرغ] ليدرس القانون، لكنه مال إلى الآداب والرسم، وقضى بضع سنوات لاهيًا عابثًا، حتى أصيب بالمرض، فعاد إلى منزله، وبعد أن تماثل للشفاء انتسب إلى جامعة ستراسبورغ وأنهى فيها دراسة القانون سنة ١٧٧١م.
وما لبث أن عاد إلى مسقط رأسه فرانكفورت وافتتح مكتبًا للمحاماة، بيد أن ميوله الأدبية طغت على عمله القانوني، كما أن رغباته الشديدة كانت تشدّه إلى الشعر والقصة.
وبعد استغراق كلي في كتابة القصص والأشعار، أصدر خلال عامي ١٧٧٣ و ١٧٧٥م عمله العظيم (آلام فارتر) الذي فتح له باب الشهرة، فصار محجة كبار الأدباء.
وفي سنة ١٧٧٥م استقرّ به المقام في [فيمار] في قصر الدوق [كارل أوغست]، الذي أنعم عليه وعيّنه وزيرًا، فأهمل الشعر والأدب، وانصرف إلى مهماته الجديدة، ومنها مستشار خاص للإمارة، ومدير للمسرح، ورئيس لمجلس الهندسة المكلّف ترميم القصر، وأخيرًا إدارة مالية البلدة.
ولم ينس خلال تلك المدة نفسه، فدرس العلوم دراسة نظرية وتطبيقية، منها علم النبات وعلم المعادن وشؤون الحساب، ورغم النجاحات بالمناصب التي كان يحصدها، إلا أنها لم تُرضِ طموحه، إذ ضاق صدره بالمناصب الإدارية، فانصرف إلى الأدب، ليعيش في ما خُلق له ووُجد من أجله.

(١) ياسين الألوسي، مذاهب الأدب، ص١٧، دار الشمال، ط ٢، ١٩٨٨م.